وقال البزري، في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك": "كلام نائبة المبعوث الأمريكي هو تعبير عن الموقف الأمريكي، وليس بالضرورة التعبير عن الموقف اللبناني الرسمي"، وأضاف أن "القصر الجمهوري أصدر بيانًا يوضح أن ما صرحت به المبعوثة الأمريكية، هو تعبير عن موقفها الشخصي، وليس بالضرورة ما عبّر عنه الجانب اللبناني".
وأكد النائب اللبناني أنه "من الواضح أن الموقف اللبناني يختلف عما صدر من تصريحات ولو كانت من قصر بعبدا"، في إشارة إلى الفارق بين المواقف الرسمية اللبنانية والمواقف التي تروج لها الدبلوماسية الأمريكية.
من جانب آخر، قال جورج حايك، الباحث في الشأن السياسي، إنه "لم يتفاجأ بموقف أورتاغوس"، قائلاً: "إنها تترجم توجهات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأنا أعتقد أن ما قالته ليس جديدًا، وهذه هي توجهات الإدارة الأمريكية الجديدة المناوئة لـ"حزب الله"، والتي لا تريده في الحكومة اللبنانية المقبلة".
وأضاف حايك، في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أن "هناك تمايزًا في المواقف الدولية، حيث جاء الموقف الفرنسي سريعًا ليدعو الرئيس نواف سلام، للبحث عن سبل للخروج من هذه الأزمة"، وأوضح أن "الموقف الدولي ليس موحدًا تجاه "حزب الله"، وهو مربك"، مشيرًا إلى "التفاوت بين الدول الكبرى في التعامل مع هذا الملف".
وتابع الباحث في الشأن السياسي: "من الواضح أن الإدارة الأمريكية والمسؤولين عن ملف الشرق الأوسط يطلقون مواقف مفاجئة، مثل اقتراح ترامب بتهجير الفلسطينيين واستملاك غزة وتحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط"، وأضاف: "يجب أن نستعد في لبنان والإقليم لمثل هذه السياسات".
وفيما يتعلق بالشأن اللبناني الداخلي، قال حايك: "الرئيس نبيه بري، رئيس مجلس النواب، يملك المواهب الدبلوماسية والقدرة على التواصل حتى مع خصومه"، وأعتقد أنه "لن يغير من الموعد المحدد لتشكيل الحكومة نتيجة الموقف الأمريكي، بل بالعكس سيلتقي مع نائبة المبعوث الأمريكي وينقل لها وجهة نظره".
من جانبه، تحدث هادي قبيسي، مدير مركز "يوفيد" للدراسات، عن تصريحات نائبة المبعوث الأمريكي، التي تذكره بـ"تصريح السفيرة الأمريكية ليزا جونسون في لبنان، بعد استشهاد الأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصرالله"، حيث قالت في ذلك الوقت: "استعدوا لمرحلة ما بعد حزب الله". وقال قبيسي: "اليوم، الأمريكيون يفاوضون لبنان و"حزب الله" في الوقت ذاته، ورأينا أن الحياة السياسية في لبنان بقيت كما هي وفق الموازين التمثيلية الطبيعية"، وأكد قبيسي أن "الولايات المتحدة تحاول تغيير الواقع التمثيلي في لبنان، وهذا أمر غير واقعي بالنظر إلى أن "حزب الله" هو أكبر تيار سياسي في لبنان، ويملك أصواتًا تفضيلية في الانتخابات السابقة".
وأضاف في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك": "ما تفعله الولايات المتحدة ينم عن ضعف الخبرة والتكتيك التفاوضي، وهو يحرج كل التركيبة التي يريدون الاعتماد عليها في لبنان"، واعتبر أن "الولايات المتحدة تمارس سياسة غير دبلوماسية"، قائلاً: "التهنئة التي أرسلتها الولايات المتحدة لإسرائيل، من على منبر القصر الجمهوري هي تصرف شنيع جدًا من الدبلوماسية الأمريكية، وأصبحنا نتعامل بلغة الأزقة بدلًا من لغة دبلوماسية محترمة".
وتابع ضيف "سبوتنيك"، قائلاً: "هناك مؤيدون للسياسات الأمريكية في لبنان، لكنهم يرفضون هذا الاختراق للسيادة اللبنانية، كما نرفض تهنئة إسرائيل من منبر القصر الجمهوري"، وأكد قبيسي أنه "إذا لم تُشكل حكومة ميثاقية في لبنان، فنحن ذاهبون باتجاه تغيير النظام السياسي في لبنان، وهو أمر يخشاه كل اللبنانيين، وليس فقط الذين تستهدفهم المبعوثة الأمريكية".
يذكر أنّ المسؤولة الأمريكية قد صرحت خلال زيارتها إلى بيروت، ولقائها بالرئيس اللبناني جوزيف عون، بأن "الولايات المتحدة تدعم تشكيل حكومة لبنانية جديدة خالية من أي نفوذ لـ"حزب الله".
وفي تصريحات عقب اللقاء، قالت أورتاغوس: "تمكنت إسرائيل من هزيمة "حزب الله"، ونحن ممتنون لها ونهنئها على ذلك"، وهو ما أثار جدلًا واسعًا على الساحة السياسية اللبنانية، ما دفع الرئاسة اللبنانية لتؤكد، في بيان، أن "ذلك لا يعنيها ويعبر فقط عن وجهة نظر المسؤولة الأمريكية"، وقالت الرئاسة اللبنانية إن "بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، يعبّر عن وجهة نظرها ولسنا معنيين به".
وعلى إثر ذلك، أفاد مراسل "سبوتنيك" في بيروت، ببدء تداول دعوات شعبية غير منظمة عبر منصات التواصل الاجتماعي للاعتصام أمام مدخل مطار بيروت الدولي، رفضا لتصريحات نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط.