وتوصلت الدراسة الصادرة عن جامعة مانشستر متروبوليتان، والتي انطلقت منذ عام 2023 وتنتهي في مارس/ آذار 2025، أن التدخين الإلكتروني قد يكون أكثر خطورة على الصحة من التدخين التقليدي، إذ يزيد من خطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب وفشل أعضاء الجسم.
وخلص الدكتور ماكسيم بويدن، الذي قاد أول دراسة خاضعة للرقابة في العالم حول التأثيرات طويلة المدى للتدخين الإلكتروني، أن "التهديد الصحي لمدخني السجائر الإلكترونية أسوأ من التدخين التقليدي"، وفقا لوسائل إعلام غربية.
وقال بويدن، موضحا: "يميل المدخنون إلى الخروج والتدخين، وبمجرد الانتهاء من سيجارتهم، يتعين عليهم إشعال سيجارة أخرى للمواصلة، ولكن مع السجائر الإلكترونية، تستمر فقط في التدخين، ويصبح من الصعب معرفة عدد النفخات التي حصلت عليها، فضلا عن أنه من الأسهل بكثير التدخين الإلكتروني باستمرار، لأنه يمكنك القيام بذلك في الأماكن التي قد يكون التدخين فيها أقل قبولا".
وتابع: "ما اكتشفناه في دراستنا هو أن المخاطر التي يتعرّض لها الشخص الذي يستمر في التدخين الإلكتروني لا تختلف عن المدخنين العاديين، وفي بداية الدراسة، كنت أعتقد أيضا أن التدخين الإلكتروني أكثر فائدة من التدخين العادي، هناك الكثير من الأشخاص الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية في هذه الأيام لأنهم لا يعتقدون أنها سيئة للغاية، لكن سيصاب الكثيرون بالرعب عندما يعلمون الحقيقة".
وأظهرت الدراسة أن المشاركين بها خضعوا لاختبارات إجهاد منتظمة لقياس مرونة الأوعية الدموية وسرعة تدفق الدم إلى أدمغتهم، ولمدة 12 ساعة قبل إجرائهم الاختبار، استهلكوا الماء فقط ولم يستخدموا السجائر الإلكترونية أو يمارسوا الرياضة.
وأظهر المدخنون والمستخدمون للسجائر الإلكترونية علامات تلف جدران الشرايين التي لم تعد قادرة على التمدد، وهي علامة شبه مؤكدة على مشاكل القلب والأوعية الدموية الخطيرة في المستقبل، بينما أثبتت اختبارات أخرى أن تدفق الدم لدى المدخنين والمستخدمين للسجائر الإلكترونية ضعيف، ما يعرضهم لخطر الإصابة بخلل في الإدراك، بما في ذلك الخرف.
ويفسر بويدن تلك الأضرار إلى الالتهابات الناتجة عن النيكوتين، والمواد الكيميائية في السجائر الإلكترونية مثل البروبيلين جليكول والكربونيل.
وأشار ماكسيم بويدن إلى أن السجائر الإلكترونية قد تكون مفيدة للإقلاع عن التدخين لفترة قصيرة، لكنها تشكل نفس المخاطر الصحية إذا استُخدمت على المدى الطويل.