وقال كوساتشيف: "من الواضح أن الأسباب التي أدت إلى الانتخابات المبكرة في ألمانيا، من غير المرجح، أن يتم إلغاؤها في النهاية، فالنظام في جوهره قد نقل السلطة من جيب إلى جيب آخر، لأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي المسيحي لم يعودا منذ فترة طويلة حزبين يمينيين ويساريين سابقين في القرن العشرين، بل حزبين ليبراليين نظاميين لهما نفس التوجهات، ولديهما مهمة واحدة هي منع حدوث تغييرات حقيقية في نظام الحكم، حتى لو طالب المجتمع بذلك".
ويعتقد كوساتشيف أن "الانتخابات الألمانية نفسها لن يكون لها تأثير يذكر على أي شيء في العالم ما لم تحدث ضجة كبيرة وتصل أحزاب من خارج الرباعية الحاكمة، حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، والحزب الديمقراطي الحر، وحزب الخضر، إلى السلطة الحقيقية".
ووفقا له، تماما كما هو الحال في الحكاية، بغض النظر عن كيفية زرعها، فإن التغييرات الجذرية التي تحتاجها البلاد لن تحدث بعد خلط نفس المجموعة.
وتابع: "المهم بالنسبة لنا هو أننا لا نستطيع أن نتوقع تغييرات كبيرة في روسيا وأوكرانيا. اتخذ ميرتس، موقفا أكثر صرامة، ووعد بتوريد صواريخ "توروس" (صواريخ كروز)، ولكن على الأرجح سيختلف المستشار ميرز، عن المرشح ميرتس، وسيكون أكثر توجها نحو موقف أوروبي شامل".
وأشار كوساتشيف إلى أنه "استنادًا إلى الأرقام التقريبية الحالية، يمكننا القول إن ثلث الناخبين تقريبًا صوتوا لصالح أحزاب لا تشارك سياسة البلاد الحالية تجاه روسيا وأوكرانيا، وهذه الأصوات هي التي لن تؤخذ في الاعتبار بأي شكل من الأشكال عند تشكيل مسار الحكومة المستقبلية"، وأوضح أن هذه هي الطريقة التي تعمل بها الديمقراطية الألمانية "النموذجية".
واختتم كوساتشيف كلامه، قائلاً: "وبالتالي فإن مشاكل البلاد سوف تستمر، ولن يتمكن أي قدر من التجميل أو نقل السلطة من جيب ليبرالي إلى آخر من حلها، ولم يحن بعد وقت ظهور أديناور وبراندت الجدد، وسوف يحل شولتس الليبرالي الذي لا وجه له بميرتس، الليبرالي الذي لا وجه له أيضا".
ويعتقد فريدريتش ميرتس، زعيم تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، الذي فاز في الانتخابات الألمانية، والذي من المرجح أن يصبح المستشار المقبل للبلاد، أن العلاقات مع روسيا لابد أن تتحسن عاجلاً أو آجلاً، ولكنه يعرض في الوقت الحالي الاستمرار في دعم أوكرانيا، بل وحتى إمدادها بصواريخ كروز بعيدة المدى من طراز "توروس".
وحقق تحالف الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ، الفوز في الانتخابات البرلمانية الألمانية، بحصوله على 28.6% من الأصوات.