.وكان وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، قال الخميس، إن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا إلا بشروط، أبرزها إعادة المختطفين وإسقاط حماس وإخلاء غزة من السلاح والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع.
ويرى مراقبون أن الشروط والإجراءات الإسرائيلية التي أعلنتها تؤكد محاولة عرقلتها لبدء المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تعني الانسحاب من كامل غزة، بيد أنها لا تعني العودة مجددًا للحرب.
تمديد المرحلة الأولى
بدوره اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، أن إسرائيل لا تريد أن تنتقل إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وتضع عقبات أمام ذلك، حيث تتمسك بالمرحلة الأولى، وتضع شروطا جديدة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، إسرائيل التي وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تعود للانقلاب عليه مجددًا، وتضع عقبات جديدة فيما يتعلق بالبقاء في محور فيلادلفيا، وفي شرق مدينة غزة، وبقعة أخرى عسكرية في شمال القطاع.
ويرى أن هذه الإجراءات تعرقل من استكمال الاتفاق، لكنه استبعد العودة للحرب مجددًا، لكن إسرائيل تبتز المقاومة قدر المستطاع، لا سيما في ظل إعلانها عن رغبتها في نزع سلاحها، ما يعني عدم رغبتها في الذهاب إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن الانسحاب الإسرائيلي من كامل قطاع غزة.
وأوضح أن القاهرة منذ أمس، تستضيف جولات تفاوضية ماراثونية، وتبذل مع الدوحة جهودًا كبيرة، في محاولة لإقناع الإسرائيليين بالعدول عن هذه الشروط والقرارات، مؤكدًا أن هناك محاولات من دول عربية لضمان وجود قوات عربية ودولية في غزة تفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مع إدارة مدنية فلسطينية تدير القطاع.
وفيما يتعلق بسيناريوهات المرحلة المقبلة، توقع الرقب أن نشهد تمديدا للمرحلة الأولى، مع تغيير مفاتيح الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل الأسرى الإسرائيليين، من دون الإعلان رسميا عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
تنازلات مطلوبة
قال الدكتور ماهر صافي، الأكاديمي الفلسطيني، والمحلل السياسي، إن ما يصدر من تصريحات استفزازية من إسرائيل عن نيتها البقاء في محور فيلادلفيا، يعكس سعيها لمنع أي تهدئة بالمنطقة؛ لتعويض فشلها في خطة الجنرالات شمال قطاع غزة، وغيرها من الأهداف التي حددها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، اختلاق الذرائع من جانب إسرائيل أمر متوقع في ظل الدعم الذي تحظى به من الرئيس الأمريكي ترامب، وإدارته والتي تتعامل بازدواجية المعايير مع القضية الفلسطينية ومع ما يحدث في المنطقة.
ويرى أن إسرائيل ليست بحاجة للبقاء في فيلادلفيا، وأنها ستحاول الضغط من أجل تحقيق أهدافها المتمثلة في استعادة الأسرى وإبعاد قادة المقاومة ونزع سلاح قطاع غزة، وهذا ما أعلنه نتنياهو منذ بداية العدوان.
وأوضح أن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين حدد 4 شروط لانسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا، وهي إعادة الرهائن، وإخراج حماس من المشهد، ونزع سلاح المقاومة، والسيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة، حيث كان مقررا أن تبدأ قوات الاحتلال الانسحاب من المحور الحدودي بين مصر وغزة غداً السبت مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وأكد أن هذه التغيرات تعتبر خرقا واضحا للاتفاق، وتنصلا من قبل حكومة نتنياهو لتدفع بالصفقة نحو الانهيار، مشيرًا إلى أن الجهود المصرية والقطرية ستضغط بقوة لحل هذا الخلاف، ودفع إسرائيل لتنفيذ الانسحاب، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الموقف الأمريكي والرئيس ترامب الذي تجاوز الموقف الإسرائيلي نفسه.
وشدد على أن ما تقوم به إسرائيل محاولة للضغط على حماس من أجل تقديم تنازلات كبيرة في موضوع الأسرى، معتبرًا أن الدعم الأمريكي المطلق يضع المنطقة أمام استراتيجية لبسط نفوذ إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، ويمثل تهديدا واضحا وصريحا للأمن القومي المصري والعربي.
مطالب حماس
وطالبت حركة "حماس"، اليوم الجمعة، المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للالتزام بدورها في الاتفاق معها بشكل كامل، والدخول الفوري في المرحلة الثانية منه دون أي تلكؤ أو مراوغة.
ونشرت الحركة بيانا على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر اليوم الجمعة، أوضحت من خلاله أنه "مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تؤكد الحركة التزامها الكامل بتنفيذ كافة بنود الاتفاق بجميع مراحله وتفاصيله".
وشددت الحركة الفلسطينية على أن "استمرار الاتفاق مرهون بإنهاء العدوان على القطاع وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل بما في ذلك من محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين) جنوبي القطاع".
ويشار إلى أنه اكتملت، أمس الخميس، دفعات تبادل الأسرى في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الموقع بين حركة "حماس" وإسرائيل والذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد نجاح الوساطة التي قادتها قطر ومصر والولايات المتحدة.
ومن المقرر أن تنتهي مدة المرحلة الأولى، غدا السبت، لكن القوات الإسرائيلية تسعى لتمديدها لاستعادة أكثر من 60 أسيرا ما زالوا في قطاع غزة.
وتسلمت إسرائيل، أمس الخميس، جثامين أربعة أسرى إسرائيليين كانوا محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، فيما بدأت إسرائيل عملية الإفراج عن أسرى فلسطينيين كانت قد عرقلت إطلاق سراحهم منذ السبت الماضي، وذلك الليلة، في إطار استكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأفرجت "حماس"، السبت الماضي، عن الدفعة الأخيرة للمرحلة الأولى من المحتجزين الأحياء، إلا أن إسرائيل لم تفرج عن نحو 600 معتقل فلسطيني، كان مقررًا إطلاق سراحهم في اليوم ذاته، بسبب ما أسمته "المراسم المهينة"، التي رافقت إطلاق المحتجزين في قطاع غزة.