رسالة مهمة من إسرائيل إلى الحكومة السورية الجديدة حول الأقليات

طالب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم الأحد، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكراوتي غوردان رادمان، "النظام الحاكم في دمشق، باحترام الأقليات في سوريا ومن بينهم الدروز"، على حد قوله.
Sputnik
وقال ساعر إن "إسرائيل لديها علاقات جيدة مع الأقلية الدرزية، وهناك جالية من الدروز في إسرائيل، ومن المهم جدا بالنسبة للنظام الحاكم الجديد في دمشق، أن يحترم حقوق الأقليات بما في ذلك حقوق الدروز".

وأوضح الوزير الإسرائيلي أن "النظام الحاكم الجديد في دمشق، هو نظام غير منتخب من الشعب السوري بل هم مجموعة من الجهاديين، الذين كانوا يسيطرون على إدلب (محافظة سورية شمال غربي البلاد) بالقوة واستولوا على الحكم في مناطق أخرى بما في ذلك دمشق، وذلك لا يعني بأن لديهم الحق في الاعتداء على الأقليات سواء أكانوا دروزا أو أكرادا أو غيرهم".

وسائط متعددة
تصويت... هل تعتقد أن إسرائيل ستنفذ وعودها بحماية دروز سوريا؟
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أصدرا أمس تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للتدخل في بلدة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية بريف العاصمة السورية دمشق، على خلفية توترات بين قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة ومجموعات مسلحة من ابناء البلدة تعمل على حمايتها في ظل تدهور الأوضاع الأمنية.
وأفادت مصادر محلية، أمس السبت، بأن التوترات بين قوى الأمن التابعة لوزارة الداخلية بالإدارة السورية الجديدة وعناصر مسلحة في بلدة جرمانا بريف دمشق تأخذ منحى تصاعديا، على خلفية مقتل أحد أفراد قوى الأمن وإصابة أحد المسلحين خلال اشتباكات بالبلدة، أمس الجمعة.

وقالت مصادر لوكالة "سبوتنيك" إن "الأمور تعقدت مساء (يوم السبت) بعد مساعي تهدئة بمبادرة من وجهاء المدينة وشيوخ الطائفة الدرزية، وذلك بعد قيام عشرات المسلحين وربما المئات بمحاولة اقتحام جرمانا من جهة مدينة المليحة القريبة منها.

وأشارت المصادر ذاتها من داخل بلدة جرمانا، إلى أنه بعد هدوء استمر نحو ساعتين مساء اليوم، عادت الأمور إلى المربع الأول وتزايدت حدة الاشتباكات وسُمع دوي عدة انفجارات جراء سقوط قذائف ثقيلة مجهولة المصدر، بالتوازي مع سماع هدير طائرات استطلاع بدون طيار في أجواء جرمانا.
إلى ذلك، أصدر مشايخ العقل (مشايخ الطائفة الدرزية) في مدينة جرمانا بيانا أكدوا فيه "عدم التساهل في كشف ملابسات مقتل عنصر الأمن، وتسليم الفاعلين إلى العدالة لينالوا جزائهم العادل".

وقرر المشايخ الموقعون على البيان، في اجتماع ضم رجال دين ووجهاء دروز، "رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون وأن يتم تسليم كل من تثبت مسؤوليته عن هذا الحادث الأليم للجهة المختصة حتى ينال جزائه العادل، والعمل على إعادة تفعيل مركز ناحية جرمانا وبأسرع وقت وبكفاءات قادرة على إدارة الواقع بحكمة واقتدار، وتهيئة كافة الظروف المناسبة لضمان حسن سير عملها".

وتشهد بعض المناطق في سوريا حالة من الانفلات الأمني منذ سقوط النظام السابق، حيث تجري مناوشات بين قوى الأمن التابعة للإدارة الجديدة وبعض العناصر أو المجموعات المسلحة التي لم تجر تسوية أوضاعها بعد ولم تندمج في الهياكل العسكرية والأمنية للإدارة الجديدة.
مناقشة