ونقل موقع "ميدل إيست نيوز" عن جوان بخت، قوله، أمس الأحد، بأن انخفاض هطول الأمطار بنسبة 45% هو السبب الرئيسي وراء تراجع احتياطيات المياه في السدود، بينما أشار عيسى بزرك زاده، المتحدث باسم صناعة المياه في إيران، إلى أن نسبة الانخفاض في هطول الأمطار بلغت 22%.
يأتي هذا التناقض في تصريحات المسؤولين بوزارة الطاقة، في وقت أغلقت فيه الوزارة الوصول إلى بيانات المياه والكهرباء للمستخدمين عبر الإنترنت منذ الربيع الماضي، ما أثار تساؤلات حول مدى دقة المعلومات المتاحة للعامة.
وأشارت تقارير إعلامية وتصريحات لبعض المسؤولين إلى أن إيران زادت بشكل كبير من استخدام احتياطيات المياه في السدود لتوليد الكهرباء، وهو ما تؤكده أيضًا بيانات شركة "بي بي" العالمية.
ووفقًا لموقع الحكومة الإلكتروني، فقد ارتفع إنتاج الكهرباء من الطاقة المائية بنسبة 80% في النصف الأول من العام الماضي، ليصل إلى 4.7 تيراوات/ساعة. وفي المقابل، أفادت صحيفة "صمت"، الشهر الماضي، بأن إنتاج الكهرباء من الطاقة المائية في صيف عام 2024، بلغ نحو 9 تيراوات/ساعة، ما يشير إلى قفزة كبيرة أخرى.
وتظهر بيانات شركة "بي بي" أن إنتاج الكهرباء من الطاقة المائية في إيران شهد زيادة بنسبة 62% في عام 2023، مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ 22.7 تيراوات/ساعة. ولم يتم بعد نشر بيانات الشركة لعام 2024.
وتهدف هذه الزيادة الكبيرة في إنتاج الكهرباء من الطاقة المائية إلى تعويض العجز المتزايد في إمدادات الكهرباء في البلاد. ففي ذروة استهلاك الكهرباء خلال صيف عام 2023، واجهت إيران عجزًا قدره 12 ألف ميغاوات، بينما ارتفع هذا الرقم إلى 20 ألف ميغاوات في عام 2024. وقد تفاقم العجز لدرجة أنه تم، ولأول مرة، قطع التيار الكهربائي عن القطاع المنزلي وتقنين الكهرباء في القطاعات الصناعية حتى خلال فصلي الخريف والشتاء.
وحذّر جوان بخت من الوضع المائي الخطير في العاصمة طهران، مشيرًا إلى أن السدود التي توفر مياه الشرب للمدينة، مثل سدود لار، لتيان، ماملو، وكرج، تشهد انخفاضًا غير مسبوق في احتياطيات المياه. وأوضح أن سد كرج ممتلئ حاليًا بنسبة 7% فقط، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ تشغيل السد، بينما تبلغ نسبة امتلاء سد لار 1% فقط، وسدود لتيان وماملو ممتلئة بنسبة 12%.
وفي الأسبوع الماضي، أعلن مسؤول في شركة المياه الإقليمية في محافظة البرز أن سد كرج ممتلئ بنسبة 8% فقط، وهو انخفاض بنسبة 55% مقارنة بالعام الماضي في الفترة نفسها. وتظهر هذه الأرقام مدى خطورة الأزمة المائية التي تواجهها إيران، والتي قد يكون لها تداعيات كبيرة على قطاعي الزراعة والطاقة في البلاد.