وبعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، يزداد الوضع تعقيدا في قطاع غزة بشكل متسارع، وتسود حالة من الترقب على مصير الهدنة، خاصة وأنها فتحت أبواب الأمل لنهاية الحرب.
إفطار رمضاني فوق الركام
ويحل شهر رمضان هذا العام على قطاع غزة، في ظل دمار كبير، جراء الحرب التي استمرت 15 شهرا، ويعيش أغلبية أهالي القطاع ظروف قاسية بلا مأوى، أو بين ركام بيوتهم وفي الخيام المهترئة.
وسط الدمار والركام... إفطار رمضاني للفلسطينيين في خان يونس جنوبي القطاع
© Sputnik . Ajwad Jradat
وفي منطقة بني سهيلا شرقي خان يونس، بادر مجموعة من الشبان إلى عمل إفطار جماعي لأهالي المنطقة فوق الركام والمباني المدمرة جراء الحرب.
وسط الدمار والركام... إفطار رمضاني للفلسطينيين في خان يونس جنوبي القطاع
© Sputnik . Ajwad Jradat
وقالت الناشطة الإنسانية ملاك فضة لوكالة "سبوتنيك": "قمنا بعمل إفطار جماعي كمبادرة تجاه أهالي هذه المنطقة التي تعرضت إلى دمار كبير خلال الحرب، وفي شهر رمضان اجتماع الناس على مائدة واحدة يدخل السرور على نفوسهم، وبسبب الحرب حرم أهالي غزة من معظم الأشياء، وفقدوا الفرحة، ومثل هذه المبادرات نقوم بها لنرسم الفرحة على وجوه الأهالي".
وسط الدمار والركام... إفطار رمضاني للفلسطينيين في خان يونس جنوبي القطاع
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأضافت: "في الوقت الحالي ليس الأهالي لوحدهم من يواجهون صعوبات، أيضا من يبادر تجاه الناس، يواجه صعوبة، فالمعابر مغلقة وتسببت في منع المساعدات ورفع الأسعار بشكل كبير في الأسواق، ومعظم الاحتياجات غير متوفرة، وكذلك الطعام يتوفر بصعوبة، لذلك نواجه عقبات في عمل مثل هذه المبادرات، ولقد بذلنا جهدا كبيرا لعمل هذا الإفطار".
وسط الدمار والركام... إفطار رمضاني للفلسطينيين في خان يونس جنوبي القطاع
© Sputnik . Ajwad Jradat
واجتمع مئات الفلسطينيين، شرق خان يونس على مائدة إفطار طويلة، وبين أنقاض منازلهم المدمرة، ومن حولهم زينة رمضان التي بادر أهالي المنطقة على وضعها لتزين الشوارع والركام خلال الشهر الفضيل.
وسط الدمار والركام... إفطار رمضاني للفلسطينيين في خان يونس جنوبي القطاع
© Sputnik . Ajwad Jradat
وقال المواطن محمد رمضان لـ"سبوتنيك": "ظروف الناس صعبة للغاية، ولا نستطيع توفير الطعام ومعظم الاحتياجات غير متوفرة، والأسعار مرتفعة جدا، والوضع يزداد صعوبة، ولقد حضرت مع جميع عائلتي إلى هذه المبادرة، ونحتاج إلى مزيد من المبادرات تجاه الناس في شهر رمضان، في ظل عدم توفر المساعدات وإغلاق المعابر، وعلى مدار 15 شهر من الحرب فقدنا كل ما نملك، وننتظر ما تقدمه الجمعيات أو ما تقدمه مثل هذه المبادرات".
وسط الدمار والركام... إفطار رمضاني للفلسطينيين في خان يونس جنوبي القطاع
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأضاف الحاج محمد المغربي لوكالة "سبوتنيك": "أهالي هذه المنطقة نزحوا أكثر من 4 مرات خلال الحرب، وبعد وقف إطلاق النار، عاد السكان ليجدوا الشوارع والبيوت مدمرة، ونسبة من الناس يعيشون في خيام مهترئة، وتزداد صعوبة الحياة مع منع المساعدات من الدخول، لذلك السكان في جميع القطاع يحتاجون إلى المساعدة في كل شيء، وبحاجة إلى زيادة مثل هذه المبادرات خلال شهر رمضان".
وسط الدمار والركام... إفطار رمضاني للفلسطينيين في خان يونس جنوبي القطاع
© Sputnik . Ajwad Jradat
وتخلل الإفطار الجماعي، فقرات ترفيهية، وأناشيد أدخلت البهجة على الأطفال والأهالي، وقالت الناشطة الإنسانية ملاك فضة لـ"سبوتنيك": "رغم كل الدمار، نقول للعالم نحن شعب يحب الحياة، ورغم أنَّ ظروفنا صعبة حاليا، لكننا نكافح لنعيش ونفرح".
توقف المساعدات الإنسانية
وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وقف دخول كل المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع، وقال مكتب نتنياهو إن "إسرائيل لن تسمح بوقف إطلاق النار من دون الإفراج عن مختطفينا".
وسط الدمار والركام... إفطار رمضاني للفلسطينيين في خان يونس جنوبي القطاع
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويفاقم القرار الإسرائيلي بإغلاق المعابر في قطاع غزة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السكان ومع منع السلطات الإسرائيلية دخول البضائع التجارية والمساعدات الإغاثية، سيتأثر عمل الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية في القطاع، مما يهدد بكارثة إنسانية، ويزيد من المعاناة اليومية للغزيين خلال شهر رمضان، وقد عادت الطوابير الطويلة أمام المخابز والمؤسسات الإغاثية وسط تخوف من انتشار الجوع في القطاع.