وأعرب بوتين خلال اجتماع له في أحد مراكز قيادة مجموعة كورسك في المقاطعة، "عن أمله الشديد أن يتم تنفيذ جميع المهام القتالية التي تواجه الوحدات الروسية دون قيد أو شرط، وأن يتم تحرير أراضي مقاطعة كورسك بالكامل من العدو في المستقبل القريب".
وأضاف بوتين أنه "يجب التعامل مع الأعداء الذين تم أسرهم في مقاطعة كورسك باعتبارهم إرهابيين، وأن قانون معاملة أسرى الحرب لا يشمل المرتزقة الأجانب".
كما اقترح بوتين التفكير في إنشاء منطقة أمنية على طول حدود الدولة.
وفي السياق ذاته، قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، في تقريره للرئيس بوتين، إن "القوات المسلحة الروسية حررت أكثر من 1100 كيلومتر مربع من الأراضي في مقاطعة كورسك المحاذية للحدود الأوكرانية".
وأضاف غيراسيموف أن "تجمعات القوات المسلحة الأوكرانية في مقاطعة كورسك محاصرة ومعزولة، ويتم تدميرها بشكل منهجي".
في هذا السياق، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء رضا شريقي، إن "الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لم يكن يريد لهذه الحرب أن تطول، لكن الدعم الغربي والامريكي أطال من زمنها، لكنه شدد على أن الدلائل كلها تشير إلى قرب انتهاء هذه الحرب، بعد التقدم الروسي الكبير في مناطق كورسك".
وأشار شريقي في تصريحات لـ"سبوتنيك" إلى أن" الغرب هو من يدفع أوكرانيا لإطالة أمد الحرب، وعدم التقدم باتجاه أي مفاوضات سلام أو تسوية، فكييف باتت رأس حربة في صراع الغرب مع روسيا"، مضيفا أن "أمريكا نفضت يديها من زيلينسكي".
وأضاف شريقي أن "المنطقة العازلة التي اقترحها الرئيس الروسي، دليل على انتصار الاتحاد الروسي في هذه الحرب، فهو يفرض المنطقة العازلة فرضا على العدو"، مشيرا إلى "أنها تقدّر بحوالي 20 كيلومتر، وهي ستنهي مسألة ضم أوكرانيا لحلف "الناتو" نهائيا"، على حد قوله.
من جهته، قال الأستاذ في الأكاديمية الروسية، د. محمود الأفندي، إن "زيارة الرئيس الروسي بالملابس العسكرية لمنطقة كورسك، رسالة مهمة للجانب الأوكراني أنهم خسروا آخر ورقة بيدهم، ومن ثم فإن التفاوض لن يكون على تبادل الأراضي كما يطمع زيلينسكي، كما أنها رسالة للأمريكيين أن حلفائهم خسروا آخر ورقة لديهم".
وأضاف الأفندي في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "الرئيس بوتين يلقي الكرة الآن في الملعب الأمريكي بأن الهدنة التي اقترحتموها لن تلقى قبولا روسيا، لأن موسكو حررت كل أراضيها"، لافتا إلى أن "المنطقة العازلة أمر مهم بالنسبة لروسيا الآن، وهي ليست جديدة، فروسيا لديها منطقة عازلة من ناحية خاركوف، ومناطق عازلة أخرى".