ووفقًا لدراسة جديدة، نتج عن شد هذه الشريحة "قطرات" عملاقة، تتدلى من الجانب السفلي للقارة حتى عمق نحو 640 كيلومترًا، داخل الوشاح الأرضي.
وتقع هذه القطرات تحت منطقة تمتد من ولاية ميشيغان، إلى نبراسكا وألاباما، ولكن يبدو أن وجودها يؤثر على القارة بأكملها.
وتبدو منطقة القطرات كمخروط كبير، حيث تجذب الصخور من جميع أنحاء أمريكا الشمالية نحوها أفقيًا قبل أن تسحب إلى الأسفل.
وحسب مجلة "لايف ساينس"، نتيجة لذلك، تفقد أجزاء كبيرة من أمريكا الشمالية مواد من الجانب السفلي لقشرتها.
وقال جونلين هوا، الباحث الرئيسي في الدراسة وعالم الجيولوجيا، في بيان: "تشهد مجموعة واسعة جدًا من هذه القطرات بعض الترقق".
وذكر هوا: "لحسن الحظ، توصلنا أيضًا إلى فكرة جديدة حول سبب هذا الترقق".
ووجد الباحثون أن القطرات ناتجة عن قوة السحب الهابطة لقطعة من القشرة المحيطية، انفصلت عن صفيحة تكتونية قديمة تسمى صفيحة فارالون.
وشكّلت صفيحة فارالون وصفيحة أمريكا الشمالية في السابق منطقة اندساس على طول الساحل الغربي للقارة، حيث انزلقت الأولى تحت الثانية وأعادت تدوير موادها في الوشاح.
وانقسمت صفيحة فارالون بسبب تقدم صفيحة المحيط الهادئ، قبل حوالي 20 مليون سنة، وانجرفت ببطء الصفائح المتبقية التي اندساست تحت صفيحة أمريكا الشمالية.
وتمتد إحدى هذه الصفائح حاليًا على الحد الفاصل بين منطقة انتقال الوشاح والوشاح السفلي على بعد نحو 660 كم، تحت الغرب الأوسط الأمريكي.
وهذه القطعة من القشرة المحيطية، التي سميت "بلاطة فارالون"، والتي صُوّرت لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي، مسؤولة عن عملية تُعرف باسم "الترقق الكراتوني"، وفقًا للدراسة الجديدة، يشير الترقق الكراتوني إلى تآكل الكراتونات، وهي مناطق من القشرة القارية للأرض والوشاح العلوي، ظلت في معظمها سليمة لمليارات السنين.
وعلى الرغم من استقرارها، يمكن أن تخضع الكراتونات لتغيرات، لكن لم يلاحظ ذلك عمليًا نظرًا لضخامة المقاييس الزمنية الجيولوجية المعنية، وفقًا للدراسة، والآن، ولأول مرة، وثّق الباحثون الترقق الكراتوني أثناء حدوثه.
وقد أمكن تحقيق هذا الاكتشاف بفضل مشروع أوسع نطاقًا بقيادة هوا لرسم خريطة لما يكمن تحت أمريكا الشمالية، باستخدام تقنية تصوير زلزالي عالية الدقة تسمى "انعكاس الموجة الكاملة.
وتستخدم هذه التقنية أنواعًا مختلفة من الموجات الزلزالية، لاستخراج جميع المعلومات المتاحة حول المعلمات الفيزيائية تحت الأرض.
قال ثورستن بيكر، الباحث المشارك في الدراسة، في بيان: "هذا النوع من البيانات مهم إذا أردنا فهم كيفية تطور كوكب على مدى فترة طويلة".
وأضاف: "بفضل استخدام طريقة الموجات الكاملة هذه، أصبح لدينا تمثيل أفضل لتلك المنطقة المهمة بين الوشاح العميق والغلاف الصخري الضحل (القشرة والوشاح العلوي)".