راديو

بعد إدانات لإطلاق نار على دبلوماسيين غربيين في الضفة... هل تتسع دائرة الضغط الدولي على إسرائيل؟

أثار إطلاق الجيش الإسرائيلي أعيرة نارية تحذيرية باتجاه وفد دبلوماسي أجنبي في مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، موجة إدانات واستدعاءات دبلوماسية دولية غير مسبوقة، شملت دولا من أربع قارات، إضافة إلى إدانات صريحة من الأمم المتحدة.
Sputnik
وكان الوفد الدبلوماسي يضم ممثلين عن دول أوروبية وأمريكية وعربية، من بينهم دبلوماسيون من كندا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، إيطاليا، المكسيك، البرتغال، إسبانيا، الأوروغواي، مصر، تركيا والأردن، إلى جانب طاقم تابع للأمم المتحدة.
بمجرد تأكيد الواقعة، بادرت إيطاليا وفرنسا وألمانيا والبرتغال والأوروغواي وإسبانيا إلى استدعاء السفراء الإسرائيليين المعتمدين لديها، بينما طالبت دول أخرى بتفسيرات وتحقيق عاجل، أبرزها هولندا، المكسيك، كندا وتركيا.
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، شدد على أن "أي استخدام للقوة ضد دبلوماسيين أثناء أداء مهامهم الرسمية هو أمر غير مقبول إطلاقا"، مطالبًا بتحقيق دقيق ومحاسبة المسؤولين، ومؤكدا أن الحادث شمل طاقما أمميا.
تأتي هذه الحادثة وسط تصاعد الغضب الدولي تجاه السياسة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، خاصة مع استمرار الحرب على غزة، والاتهامات باستخدام الحصار كسلاح للتجويع الجماعي. وتظهر ردود الفعل المتعددة أن الحصانة السياسية التي كانت إسرائيل تتمتع بها دبلوماسيا بدأت تتآكل تدريجيا، حتى لدى حلفاء تقليديين.

من جانبه قال عماد الحمروني: "إن الرأي العام الغربي في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية منذ بدء الحرب على غزة كان متواجدا بقوة خاصة بين الطلاب في الجامعات والنقابات وبين المفكرين وبالتالي تحولت قضية غزة إلى قضية احتجاجية ضد الحكومات الحاكمة في الغرب".

وأشار إلى أن أوروبا لن تتراجع عن خطواتها القادمة للضغط على نتنياهو وحكومته حتى لو تم إدخال المساعدات الإنسانية تحت الضغط الأمريكي والأوروبي لأن الموقف الأوروبي من نتنياهو وحكومته يدخل في سياق إعادة صياغة الموقف الأوروبي في العلاقات الدولية من البوابة الفلسطينية.
ولفت إلى أن التصعيد الأوروبي ضد حكومة نتنياهو لإضعاف هذه الحكومة المتطرفة ولإعطاء دور أكبر لدول الاتحاد الأوروبي في المفاوضات الدائرة بين روسيا وأمريكا وبين أمريكا وإيران وبين أمريكا والصين وبالتالي الموقف السياسي الدبلوماسي الأوروبي وموقف إعادة التشكل من جديد على مستوى العلاقات الدولية ودفع أوروبا لأن يكون لها موقع في النظام العالمي الجديد.

أما أستاذ العلوم السياسية سهيل دياب فقال: "إن هناك عدة عوامل أهمها الصور الصارخة التي تأتي من قطاع غزة وهذه الصور لا يمكن تجاهلها وقد أخذت الأمور وقتاً طويلاً من قبل الأنظمة الغربية لتصل إلى هذا الاستنتاج بأن الأمور أصبحت تشكل ضرراً على الأوروبيين أنفسهم والأمر الثاني زيادة الهوة وعمقها بين الجمهور الواسع لهذه الدول وبين الأنظمة".

وأوضح أن الدول الأوروبية لا تتخذ هذه المواقف لأسباب إنسانية، فالأوروبيون يفكرون في مصالحهم الاستراتيجية والسياسية والشخصية.
مناقشة