أخيرا، تم إغلاق القاعدتين العسكريتين، موقع دعم المهام "القرية الخضراء"، وموقع "الفرات" الذي تم تسليمه إلى قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وإخلاء موقع ثالث أصغر حجما، في الوقت الذي قالت فيه وسائل إعلام إن "القادة العسكريين الأمريكيين يجرون حاليا تقييما لبحث الحاجة إلى مزيد من تقليص الوجود".
وترى مصادر عسكرية في قوات "قسد" أن "ما جرى مؤخرا هو عملية تبديل روتينية"، مؤكدين لوسائل إعلام عربية إنه "لم يحصل أي انسحاب من القواعد، بل على العكس، دخلت قوافل جديدة إلى حقل العمر، وخروج أخرى من قواعد رميلان، وهذا أمر اعتيادي يحدث ضمن جدول تبديل الطواقم الذي يتم كل 4 أشهر، إضافة إلى دخول قوافل لوجيستية بشكل شهري".
في المقابل، انقسم خبراء بين من يرى أن هذا الانسحاب "يأتي في توقيت حساس، وهو يمهد للانسحاب الكامل"، وبين من يرى أنه "مع تسلّم حكومة جديدة السلطة في دمشق، قد تسعى واشنطن إلى إعادة صياغة وجودها العسكري بما يتناسب مع المعطيات الجديدة، عبر تقليص الوجود المباشر، وتعزيز الشراكة مع الفاعلين المحليين".
وأشاروا إلى أن هذا الانسحاب "يعد جزءا من إعادة تقييم أوسع للانتشار الأميركي في مناطق الصراع، مع التركيز على تقليل المخاطر، وحصر الوجود في مواقع استراتيجية فقط".
سياسيا، قال خبراء: "المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك هو المسؤول حاليا عن متابعة العملية السياسية، بتفويض مباشر من ترامب، وفي حال فشل باراك في مهمته الدبلوماسية فإن إدارة ترامب ستمنح الضوء الأخضر لتركيا والحكومة الجديدة في دمشق للتدخل العسكري".
وأكدوا أن "التصادم العسكري في سوريا سيكون حتميا، في حال فشلت كافة الحلول الدبلوماسية".
وفي ما يتعلق بموقف قوات "قسد"، كشف مصدر عسكري عن "عقد اجتماع في منطقة رميلان، بحضور قائد "قسد"، مظلوم عبدي، بشأن اتفاق دمج القوات في الجيش السوري، وقال: "جزء من القيادات دفع باتجاه تنفيذ الاتفاق، بينما يطالب آخرون بخوض معركة".
واستبعد المصدر، حسب الاجتماعات التي حصل على معلومات منها، "حدوث صدام مع الحكومة، معتبرا أن ذلك هو آخر الخيارات المطروحة، وأن القيادة تفضل الحل السلمي".
يشار إلى أن القوات الأمريكية تتمركز في 17 قاعدة و13 نقطة عسكرية، معظمها شمال شرقي سوريا، خاصة في مناطق سيطرة "قسد"، وتشمل القواعد الرئيسية: التنف، رميلان، كوباني، تل أبيض، حقول العمر، كونيكو.