حلول منتظرة
في الإطار، قال المحلل السياسي الليبي محمد امطيريد، إن "تحركات بعثة الأمم المتحدة الأخيرة جاءت عقب استكمال اللجنة الاستشارية لأعمالها وإعلان مخرجاتها، وذلك في إطار مرحلة تشاورية جديدة تهدف إلى التواصل مع الأحزاب السياسية والمنظمات والنشطاء الليبيين، من أجل جمع آرائهم قبل تقديم إحاطة شاملة أمام مجلس الأمن الدولي".
وتابع امطيريد: "اللجنة الاستشارية طرحت 4 مقترحات، ويبدو أن التركيز منصب حاليًا على المقترح الرابع، والذي يدعو إلى تشكيل مجلس تأسيسي مكوّن من 60 شخصية مستقلة، يتولى قيادة حوار وطني شامل، ما قد يُمهّد لخلق جسم سياسي جديد قادر على إدارة المرحلة الانتقالية بعيدًا عن المؤسسات التي ساهمت في تأزيم المشهد، مثل مجلسي النواب والدولة".
وأكد امطيريد أن "البعثة تواجه عراقيل حقيقية في الغرب الليبي، خصوصًا في ظل الانقسام الدولي حول الملف الليبي، والتباين بين مواقف دول مثل الولايات المتحدة، تركيا ومصر"، ورجّح أن "تضطر البعثة للتفاهم مع شخصيات سياسية مثل خالد المشري أو محمد تكالة، أو حتى الوصول إلى صيغة خروج آمن لحكومة الدبيبة لتفادي التصعيد، مع الإبقاء مؤقتًا على المجلس الرئاسي، بهدف خلق بيئة مواتية للوصول إلى حل سياسي شامل".
محاولات مكبلة
وفيما يتعلق بالمسارات الأربعة التي طرحتها اللجنة الاستشارية، أشار الباروني إلى "وجود حالة من عدم التوافق حولها، باستثناء المسار الرابع، الذي حظي باهتمام نسبي، كونه يتضمن إنهاء كافة الأجسام السياسية الحالية، وتكليف كيان جديد يتولى مهمة إعداد الدستور والإشراف على العملية الانتخابية".
وأشار الباروني إلى أن "تقاربًا فعليًا بين الأطراف الليبية قد يتحقق عبر البعثة الأممية، شريطة أن يحظى هذا المسار بدعم شعبي يعكس صوت الجماهير، التي طالبت مؤخرًا في مظاهراتها بإبعاد جميع الأجسام السياسية القائمة، فهذه الأجسام تُعد طرفًا في الأزمة، وكل منها يسعى إلى تحقيق مصالحه الخاصة، دون الذهاب إلى انتخابات، ودون وجود أسس دستورية واضحة، وأضاف أن استمرار هذه الأجسام في السلطة يهدف إلى الحفاظ على مصالحها ومكاسبها".