ويجمع هؤلاء السكان على أن ما يوزع عليهم من مياه عبر "البيدوزات" لا يرقى إلى الحد الأدنى من حاجاتهم اليومية، إذ غالبا ما تكون الكمية المخصصة لكل أسرة ضئيلة، ولا تكفي سوى لسد العطش.
وأشار إلى أن بعض الجيران اضطروا إلى حفر آبار ضحلة، رغم تكلفتها المرتفعة؛ غير أنها لا تمثل حلا دائما، بل مجرد محاولة يائسة لسد حاجيات متزايدة في ظل غياب حلول جذرية ومستدامة.
وأوضح البوزيدي أن الأزمة الحالية لا يمكن اختزالها فقط في التغيرات المناخية أو ضعف التساقطات؛ بل تعكس اختلالات بنيوية مرتبطة بسوء تدبير الموارد المتاحة، وغياب الإنصاف المجالي في برمجة المشاريع المتعلقة بالبنيات التحتية المائية.
واعتبر البوزيدي أن استمرار هذا الوضع يعكس تهميشًا ممنهجًا للمجالات القروية، داعيًا إلى مراجعة السياسات المائية على المستوى المحلي والإقليمي، وضمان إشراك الساكنة في بلورة الحلول الكفيلة بتجاوز الأزمة.