وبعد 12 يوما من المواجهات غير المسبوقة والتي كانت باهظة على الطرفين بنسب متفاوتة، أكد الخبراء والمراقبون أن الاتفاق هو أفضل صيغة لجميع الأطراف المنخرطة في الصراع.
خسائر باهظة للطرفين
إسرائيل
وفقا لتقدير الخبراء، فإن الحرب كلفت إسرائيل مئات الملايين من الدولارات يوميا، إذ تعتبر كلفة الصواريخ الاعتراضية التي تتصدى للصواريخ والمسيرات الإيرانية كبيرة جدا، وتصل تكلفتها إلى نحو 200 مليون دولار يوميا.
وأوضح يهوشوا كاليسكي، الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، أن نظام "مقلاع داود" الذي يسقط الصواريخ القصيرة والطويلة المدى، كلف نحو 700 ألف دولار في كل مرة تم تنشيطه.
وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام غربية بأن نظام "أرو 3"، وهو نظام آخر استخدم خلال المواجهات، لإسقاط الصواريخ الباليستية البعيدة المدى، كلف نحو 4 ملايين دولار لكل اعتراض واحد، أما النسخة الأقدم من "أرو"، المعروفة باسم "أرو 2"، فكلف نحو 3 ملايين دولار لكل اعتراض.
وقدرت تكلفة إصلاح الأضرار في تل أبيب وحيفا وبئر السبع بأكثر من 400 مليون دولار، مع مقتل نحو 30 إسرائيليًا.
إيران
لحقت أضرار مادية جسيمة بمواقع عسكرية ونووية، بتكلفة إصلاح تقدر بالمليارات، إلا أن التكلفة الأكبر على طهران أتت عبر خسائرها البشرية، إذ قتل نحو 650 شخصا وأصيب الآلاف.
يذكر أن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية لا سيما في "أصفهان" و"نطنز" و"فوردو"، بعد قصفها من قبل الولايات المتحدة، السبت الماضي، لا يزال غير معروف على وجه الدقة حتى الآن، لكن جهد سنوات طويلة لإنشاء هذه المواقع النووية كلف طهران المليارات، ولا شك أن إعادة بنائها "إذا حصل" سيكلفها باهظا.
أما الخسائر البشرية كانت كبار القادة العسكريين في إيران، على رأسهم رئيس الأركان محمد حسين باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، فضلا عن قائد مقر "خاتم الأنبياء" علي شادماني بعد أيام قليلة على تعيينه، وغيرهم العشرات، في حين أكد مصدر إسرائيلي أن بلاده اغتالت نحو 30 قائداً عسكريا إيرانيا رفيعا.
وفي ليلة 22 يونيو/ حزيران الجاري، استهدفت الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان. ووفقًا لواشنطن، كان الهجوم يهدف إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني أو إضعافه وتأخيره.
وفي ليلة 13 يونيو الجاري، شنت إسرائيل عملية ضد إيران، متهمة إياها بتنفيذ برنامج نووي عسكري سري يزعم أنه يقترب من نقطة اللاعودة. وكانت أهداف القصف الجوي والغارات التي شنتها إسرائيل هي المنشآت النووية، والجنرالات، والفيزيائيين النوويين البارزين، والقواعد الجوية، وأنظمة الدفاع الجوي، وصواريخ "أرض-أرض".
بدورها، إيران، التي تنفي أي دور عسكري في مشروعها النووي، تردّ بوابل من الصواريخ وإطلاق طائرات هجومية مسيرة. وحددت طهران منشآت عسكرية وصناعية عسكرية في إسرائيل كأهداف للضربات. ويتزايد عدد الإصابات في المباني السكنية والضحايا المدنيين من كلا الجانبين.
وتتبادل إسرائيل وإيران الضربات عدة مرات يوميًا. وتتعهد الأولى بشن حملة عسكرية حتى تدمير البرنامج النووي الإيراني، بينما تهدد إيران بمواصلة القصف حتى توقف إسرائيل القصف.