في الأيام الماضية، شهدت محافظة السويداء في جنوب سوريا تصعيداً دمويّاً بين جماعات مسلحة تتبع الطائفة الدرزية وعشائر بدوية سنيّة، بدأ منذ 12 يوليو/تموز وحتى اليوم، حيث أسفر القتال عن مئات القتلى من المدنيين والمقاتلين، كما تسبّب بنزوح المئات من الأشخاص وفق تقديرات الأمم المتحدة.
السويداء قد تشكل "شرارة" لتحولات أوسع في سوريا والمنطقة
ويشير الملا، إلى أن "التغييرات المتسارعة التي تشهدها الساحة السورية حالياً، تترافق مع حالة من التوازن والاعتدال النسبي بين مختلف الأطراف، ما يجعل أي تصعيد محلي كما يحدث في السويداء قابلاً للتوسع ليشمل مناطق أخرى داخل البلاد".
ويتقاسم العراق وسوريا حدوداً تمتد لأكثر من 600 كيلومتر، ورغم هذا القرب الجغرافي، ظلت العلاقات بين البلدين تشهد توترات متقطعة نتيجة تعارض المصالح وتباين الأولويات السياسية. إلا أن التحديات الأمنية المشتركة والتغيرات الإقليمية المتسارعة باتت تدفع الطرفين إلى إعادة النظر في فرص التنسيق والتعاون.
السويداء خطر.. وعلى العراق النأي بنفسه عنه
وفي حديث لـ "سبوتنيك"، يوضح علي، أن "هذا الترابط العشائري يزيد من خطورة الوضع"، داعياً العراق إلى إبعاد نفسه عن التورط في هذه الأزمة، حتى وإن كانت ذات طابع عشائري، لأن البلاد لا تحتمل الدخول في صراعات جديدة ولا تحمل تبعات إراقة الدماء أو التدخل في شؤون دول الجوار".
وذكرت القيادة، في بيان أن وحداتها تواصل تنفيذ مهامها الأمنية على الحدود الممتدة من ربيعة إلى الوليد، من خلال انتشار ميداني مكثف ودوريات متواصلة على مدار الساعة، مدعومة بمنظومة تحصينات متطورة واستعداد قتالي عالٍ، مبينة أن المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا تشهد حالياً استقراراً أمنياً ملحوظاً، دون تسجيل أي محاولات تسلل أو تهديدات تذكر.
مراقبون: ما يجري في سوريا ينعكس على العراق دائما
ويتحدث نبيل، قائلاً إن "سوريا كانت دائماً بلداً قريباً من العراق، سواء من حيث التبادل التجاري أو الروابط الاجتماعية مثل المصاهرة والتزاوج"، مضيفاً أن "ما يحدث هناك لا يمكن أن يمر دون أن يُترك له أثر في الوجدان العراقي".
ويختم نبيل حديثه بالتأكيد على ضرورة دعم الاستقرار في سوريا بما يحفظ أمن المنطقة، دون تدخلات تساهم في تعقيد الأزمة.
ويقول البيضاني، في حديث لـ "سبوتنيك"، إن "لدى العراق وسوريا حدوداً واسعة، وتشتركان في نسيج اجتماعي متداخل، حيث يوجد عدد كبير من العراقيين تجمعهم علاقات قرابة وزيارات مستمرة مع أشقائهم في سوريا، ما يخلق حالة أشبه بالتكامل الاجتماعي بين الشعبين".
ويتابع البيضاني، حديثه بالقول إنه حتى الحديث عن بعض المحاولات الداخلية مثل حل "الحشد الشعبي" لا يمكن فصله عن التأثيرات الإقليمية، بما فيها ما يجري في سوريا، لذلك من الضروري أن تبقى مؤسسات الدولة العراقية في حالة ترقب ومتابعة دقيقة لكل تطور صغير أو كبير في الساحة السورية، على حد تعبيره.