ومع وقف إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة، ومنعها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) لممارسة دورها في توزيع المواد الإنسانية والإغاثية، يطرح البعض تساؤلات حول صمت المجتمع الدولي والعربي إزاء هذا الوضع المريب وغير الإنساني.
وقال قياديان في حركة فتح، إن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية فشلت جميعها في اختبار الإنسانية، وظهرت وكأنها بلا ضمير إنساني كما كانت تزعم، حيث تصمت على قتل الأطفال والنساء وكبار السن بسلاح التجويع، دون أي محاولة لكسر الحصار.
صمت بطعم المشاركة
اعتبر تيسير نصر الله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن صمت المجتمع الدولي لا مبرر له، وهو بذلك يعطي سلطات الاحتلال الإسرائيلي مزيداً من الوقت لمواصلة حرب الإبادة الجماعية التي تقوم بها منذ أكثر من سنة وتسعة أشهر ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يأتي هنا الصمت الدولي بطعم المشاركة في العدوان والجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، ويعد حماية لقوات الاحتلال الإسرائيلي من فرض أي عقوبات عليها، في المحافل والمحاكم الدولية.
وقال إن المجتمع الدولي رسب رسوبا كبيرًا وبجدارة في امتحان الإنسانية، وأثبت أنه بلا ضمير إنساني، والتاريخ لن يرحم كل من صمت وساهم في عملية حرب التجويع والتعطيش والقتل بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
سقوط الإنسانية
بدورها اعتبرت الدكتورة كفاح حرب، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن صمت المجتمع الدولي أمام تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة، يعتبر جريمة مركبة، تضرب القوانين الدولية، وقواعد حقوق الإنسان عرض الحائط.
وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، هذا الصمت يتعدى على المنظومة الأخلاقية التي يتغنى بها الغرب المتحضر، حيث يشاهد عمليات التجويع والقتل والتهجير، والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة تحت ناظريه، وينأى بنفسه عنها.
وترى حرب أن موقف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية مما يحدث في قطاع غزة، يدلل على سقوط مدوي للإنسانية ومبادئها الحقوقية الناظمة للعلاقات بين الدول.
واعتبرت القيادية في حركة فتح، أن كسر الحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لن يأتي إلا إذا شعرت إسرائيل بالعزلة الدولية، والتلويح الأمريكي برفع الغطاء عنها، والكف عن حمايتها.
وفيما يتعلق بموقف المجتمع الدولي، أوضحت أنه لم يرق بعد إلى موقف موحد تجاه كسر الحصار على شعب غزة، وبقت في فلك المواقف الفردية لكل دولة على حدا.
وكان الدكتور عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قد أكد في تصريحات سابقة لـ "سبوتنيك" أن كل المواد الإنسانية والإغاثية في غزة نفدت.
ووصف أبو حسنة الوضع الإنساني للأطفال في القطاع بـ "المأساوي"، مؤكدا أن نصف سكان غزة من الأطفال، ومعظمهم يعانون من مستويات مختلفة من سوء التغذية، وعشرات الآلاف منهم يعانون من مستويات حادة من سوء التغذية.
وحذرت وزارة الصحة في غزة، من تزايد حالات الإعياء الشديد الناجمة عن الجوع، خاصة بين الأطفال وكبار السن، الذين يصلون إلى أقسام الطوارئ بأعداد غير مسبوقة.
وأشارت الوزارة إلى أن المئات يواجهون خطر الموت بسبب النقص الحاد في الغذاء، مطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب كارثة إنسانية.
يأتي ذلك في الوقت الذي قدر فيه عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حتى 20 يوليو/ تموز الجاري، بنحو 59 ألف قتيل ونحو 141 ألف مصاب، إضافة إلى عدد كبير من المفقودين، وحصيلة إضافية من الأشخاص الذين يموتون بسبب الجوع.