باحث في العلاقات الدولية: الهوة لا تزال كبيرة في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا

علّق الباحث في العلاقات الدولية، فراس رضوان أوغلو، على جولة المباحثات الجديدة التي عُقدت بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول، مشيرًا إلى أن "انعقاد الجولة لا يعني بالضرورة تحقيق اختراقات أو توافقات، بل يُمثّل استمرارًا لمنهجية وآلية تفاوض قد تكون الخيار الأنسب، وربما الوحيد، لوقف إطلاق النار بين الطرفين".
Sputnik
وأوضح أوغلو في مداخلة عبر إذاعة "سبوتنيك" أن "الهوة لا تزال كبيرة بين موسكو وكييف، وسط انعدام الثقة وعدم التوافق في الأهداف"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن ذلك "لا يُلغي أهمية استمرار الحوار، ولا يقلل من دور تركيا في دعم المفاوضات كدولة جارة بحرية للطرفين، لأهمية هذه المفاوضات وتأثيرها على الاستقرار العالمي".
العملية العسكرية الروسية الخاصة
انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في مدينة إسطنبول التركية
وأضاف أن "كل عملية تفاوض بين أطراف متصارعة لها أهميتها، ويجب البناء على ما تحقق في الجولات السابقة"، لافتًا إلى أن "الاتحاد الأوروبي بدأ يخفف من تصلبه تجاه روسيا، وهناك دعوات أمريكية متزايدة لإيجاد حل متوازن بين الطرفين، وهو ما يجب استثماره في دعم المسار التفاوضي".
وعن احتمال عقد لقاء مباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس أوكرانيا المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي، اعتبر أوغلو أن "مثل هذا اللقاء يبدو صعبًا ومستبعدًا في الوقت الراهن"، مرجّحًا أن "تُعقد لقاءات على مستوى المؤسسات في البلدين، قد تمهّد لعودة الهدوء إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
وختم بالقول:
"اللقاء بين بوتين وزيلينسكي قد يُؤجَّل لفترة طويلة، أو قد لا يُعقد أصلًا، ما لم يوافق زيلينسكي على شروط بوتين، أما في حال تغيّرت القيادة في كييف، فربما يتم اللقاء مع بديل عن زيلينسكي".
وانتهت الجولة الثالثة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، أمس الأربعاء، في إطار صيغة موسعة بقصر "سيراغان" في مدينة إسطنبول التركية، واستمرت قرابة الساعة، حسبما أفاد مصدر لوكالة "سبوتنيك".
وترأس الوفد الروسي مساعد الرئيس فلاديمير ميدينسكي، وضم أيضًا نائب وزير الخارجية ميخائيل غالوزين، ورئيس إدارة الاستخبارات العسكرية الجنرال إيغور كوستيوكوف، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين.
وفي ختام المحادثات، أعلن ميدينسكي أن كافة الاتفاقات الإنسانية التي تم التوصل إليها في الجولة الثانية نُفّذت بالكامل، موضحًا أن روسيا سلّمت لأوكرانيا جثامين أكثر من 7 آلاف جندي أوكراني، وعرضت تسليم ثلاثة آلاف جثة إضافية.
كما أشار إلى إتمام عملية تبادل أسرى ضخمة بين الجانبين شملت حوالي 1200 شخص من كل طرف، وأن روسيا عرضت تنفيذ تبادل جديد يشمل عددًا مماثلًا من الأسرى.
وأوضح ميدينسكي أن عمليات التبادل الطبي للجرحى والمرضى على خطوط الاشتباك ستستمر، وأن روسيا اقترحت تشكيل ثلاث مجموعات عمل لمواصلة الحوار عبر الإنترنت.
ورغم هذا التقدم، أقرّ المسؤول الروسي بأن المواقف لا تزال "متباعدة جدًا" فيما يتعلق بمشاريع مذكرات التفاهم حول تسوية النزاع، مؤكدًا أن "اللقاء بين زعيمي روسيا وأوكرانيا هو الذي ينبغي أن يُنهي المسألة".
وكانت روسيا وأوكرانيا قد عقدتا جولتين سابقتين من المفاوضات في إسطنبول خلال شهري مايو/ آيار ويونيو/حزيران، أسفرتا عن تبادل للأسرى وتسليم جثامين جنود، إلى جانب تبادل مشاريع مذكرات بشأن تسوية النزاع..
مناقشة