الخلاف الكردي مع الإدارة السورية الجديدة يعود إلى السطح من جديد مع أحداث السويداء

وفي أعقاب أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في السويداء، قال مسؤولو "قوات سوريا الديمقراطية"، إن "تسليم السلاح خط أحمر".

وخلال مقابلة تلفزيونية، قال مدير المركز الإعلامي لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، فرهاد شامي: "على عكس ما يروّجون له في الإعلام وفي التصريحات بأن قوات سوريا الديمقراطية، يجب أن تستسلم، لا أحد سيستسلم في سوريا. من سيركز على منطق الاستسلام هو الذي سيخسر في النهاية، وأعتقد أن أحداث السويداء أكدت هذه المسألة".

وجرى تأجيل اجتماع بين قائد "قوات سوريا الديمقراطية"، مظلوم عبدي، ووزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية أسعد الشيباني، في العاصمة الفرنسية باريس، "لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاق الذي وقّعه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، وعبدي، في 10 آذار/ مارس" برعاية أمريكية.

وقال رئيس حزب "الوسط" الكردي والقيادي في "المجلس الوطني الكردي"، شلال كدو، إن "حزب الوسط الكردي هو امتداد لأول حزب كردي في سوريا، الذي تأسس عام 1957، وفي ستينيات القرن الماضي انقسم الحزب إلى تيار يساري وتيار يميني، وهذا التيار اليساري الذي تأسس عام 1964، يعتبر حزب الوسط الكردي امتداد له وفي 28 شباط هذا العام، تم عقد المؤتمر الاعتيادي للحزب وقرر المؤتمر تغيير اسم الحزب من (حزب اليسار الديمقراطي الكردي إلى حزب الوسط الكردي).

وأضاف كدو أن "إسرائيل لديها مصالح ومقاصد وخطط معينة وهي لا تريد لسوريا أن تكون دولة قوية موحدة، علماً بأن ما حصل في السويداء والساحل يخدم مصالح إسرائيل وتسعى الأخيرة إلى تأجيج الأوضاع في سوريا، ويجب على السوريين أن يدركوا ذلك جيداً، ويجب على الحكومة السورية أن تعمل على احتواء كافة المكونات وتستمع إلى آراء الجميع".

وأضاف أن "كل هؤلاء الذين يطلقون هذه الاتهامات على الكرد بوجود علاقات مع إسرائيل، هم أنفسهم على علاقة معها ويسعون إلى بناء علاقات مع الأخيرة، فالعلم الإسرائيلي يرفرف في عدد كبير من العواصم العربية".

وأردف: "كما أن هناك تحضيرات لانضمام حوالي 12 دولة عربية إلى الاتفاقات الإبراهيمية خلال هذا العام، وبالتالي معظم الدول العربية لديها علاقات دبلوماسية وتجارية وثقافية واجتماعية وعسكرية مع إسرائيل، وكذلك السلطة الفلسطينية على علاقة بإسرائيل، وبالتالي إذا كان للأكراد علاقات مع إسرائيل، إن وجد، فهي ليست اتهاماً، مع العلم أنه لا يوجد أي دليل يثبت وجود علاقات كردية إسرائيلية".

وبالحديث عن أداء حكومة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، قال كدو إن "تصريحات الحكومة ورئيس الجمهورية تعتبر إيجابية وهذه الحكومة نجحت في بعض الملفات الخارجية لكنها فشلت على المستوى الداخلي في كثير من الملفات".

ولفت إلى أن "هذه الحكومة لم تستطع حتى الآن إطلاق حوارات داخلية جدية بين المكونات السورية المختلفة، كما تم تشكيل لجنة لكتابة إعلان دستوري ولكنه كُتب بنبرة عنصرية ودينية، ولكن على المستوى الخارجي، استطاعت الحكومة السورية أن تقنع الدول الغربية برفع العقوبات، ولا سيما عقوبات "قيصر" وهناك توجه دولي برفع كافة العقوبات، ولكن على المستوى الداخلي لم تكن سوريا في أحسن حال وإن كان من الضروري أن تحقق الحكومة نجاحات على المستوى الداخلي والخارجي على حدٍ سواء".