وأشار ترامب إلى أنه يعمل على خطة "لتوفير الطعام" في غزة، دون الكشف عن تفاصيلها أو ما إذا كانت ستشمل مزيدا من الدعم لصندوق الإغاثة العالمي، أو آليات مساعدة أخرى، موضحا أنه "يتوقع من الدول الغربية الأخرى وإسرائيل القيام بدورها".
وفي حديثه لـ "سبوتنيك"، قال الكاتب في جريدة "فلسطين"، يحيى اليعقوبي، إن "الخطة الأمريكية هي محاولة لتجميل صورة الشراكة الأمريكية في تجويع غزة، إذ قدمت 22 مليار دولار لمساعدة الاحتلال في حربه على غزة من خلال مدّه بأساطيل وقذائف وصواريخ، وفي المقابل أعلنت مؤخرا أنها قدمت لغزة 60 مليون دولار للإغاثة"، مشيرا إلى أن "مراكز المساعدات التي أقامتها الولايات المتحدة في القطاع مؤخرا من خلال ما يسمى مؤسسة غزة الإنسانية قتلت أكثر من 1200 شاب فلسطيني توجهوا إليها طلبا للطعام، مما يعطي انطباعا عن الدور الأمريكي المشبوه في محاولة إدارة الأزمة في قطاع غزة".
واعتبر اليعقوبي في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "أمريكا تشارك في هندسة التجويع وليس في حل الأزمة"، لافتا إلى أن "إعلان ترامب هذا جاء بعد ضغط من المنظمة الدولية بسبب أن الاحتلال الذي لا يسمح بتأمين المساعدات من قبل الجهات المختصة في قطاع غزة"، مؤكدا أن "ترامب يبحث عن تجميل الصورة الأمريكية ويحاول غسل يديها من عار التجويع الذي شاركت به".
من جانبه، أكد خبير الشؤون الإقليمية، هاني الجمل، أن "الإدارة الأمريكية استشعرت الحرج بعد أن فضحت العديد من المنظمات الدولية المجاعة التي سببتها إسرائيل في غزة، وكشفت أن التقارير التي يقول فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعدم وجود مجاعة هي محض أكاذيب"، مشيرا إلى أن "وصول المجاعة في القطاع إلى المستوي الخامس وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية ومنظمة الغذاء العالمي يؤكد وجوب الإعلان عن أن هذه المنطقة المنكوبة منطقة مجاعة، وبالتالي تعين أن تتحرك واشنطن وإسرائيل بسرعة، وهو ما دعا لزيارة المبعوث الأمريكي ويتكوف إلى القطاع للوقوف بنفسه على وضع المساعدات".
وتوقع الخبير أن تتضمن خطة ترامب "عودة المنظمات التي لها خبرة واسعة في التعامل مع توزيع المساعدات، سواء "الأونروا" أو برنامج الغذاء العالمي، وأن يكون هناك ممر انساني لإدخال المساعدات بسبب ما تروجه إسرائيل من استيلاء حماس على المساعدات".
وأشار الجمل إلى أن "التحول الأوروبي أيضا أصبح عنصر ضغط كبير على الإدارة الامريكية، فضلا عن الموقف العربي الذي وجه اللوم إلى الإدارة الامريكية، وبالتالي تنامي الضغط على الإدارة الامريكية وعلى السمعة الأمريكية التي أهدرها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشكل كبير مما ساعد في تحول الرؤية الامريكية باتجاه محاولة كبح طموح نتنياهو في إراقة المزيد من الدماء".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي