وأوضح منصور، في مداخلة عبر إذاعة "سبوتنيك"، أنه "مع بداية الحرب في أوكرانيا، راهنت أمريكا والدول الأوروبية على تحقيق النصر على روسيا عبر دعم أوكرانيا، وهو ما لم يحدث"، مشددًا على أن "موسكو متمسكة بموقفها الميداني انطلاقا من مصالح الأمن القومي والمجال الحيوي والسيادة الروسية، التي ترفض وجود دولة تهدد أمنها على مقربة منها".
وأضاف أنه "بعد الصمود الكبير والإنجازات التي حققتها القوات العسكرية الروسية، وجدت أمريكا والدول الأوروبية أنه لا مجال إلا بتسوية سلمية، وهو ما سيجري عبر اللقاء المرتقب في ألاسكا".
وأشار منصور إلى أن "هذه المسألة تمهّد مستقبلا لانفراجات على الصعيد العالمي، خاصة أن ترامب أخذ على عاتقه إيجاد حل في أوكرانيا، كانسحاب القوات الأوكرانية من دونيتسك، وتجميد خط الجبهة، وتوقيع اتفاق سلام شامل، واللافت أن ترامب أعلن أنه سيجبر كييف على تقديم تنازلات إقليمية لصالح روسيا، ما يعني أن زيلينسكي، الذي راهن على الغرب وظنّ أنهم سيمضون إلى أبعد الحدود لتحقيق أهدافه في الصراع مع روسيا، لم يحصل على ما كان يتوقعه".
ولفت وزير خارجية لبنان الأسبق عدنان منصور إلى أن "الاتفاق سيشمل تبادل أراضٍ لصالح الطرفين"، معتبرا أن "ما تحقق لروسيا على صعيد المفاوضات المرتقبة يعد إنجازا مهما، ورغم قسوة المناخ في ألاسكا، يبدو أن دفء أجواء المفاوضات سينعكس إيجابا على الواقع في أوكرانيا، بما يمهّد لسلام ينهي الصراع الدائر هناك".
وأضاف منصور أن "هذه الخطوة تحمل للعالم بشائر واقع جديد وأمل بمستقبل مختلف".
وتابع: "نحن أمام مرحلة جديدة، ونجاح مفاوضات ألاسكا قد يفتح الباب أمام اتفاقات بين العملاقين، روسيا وأمريكا، بشأن مناطق أخرى تشهد توترات أو حروبا واضطرابات، ما يجعل من هذا اللقاء تمهيدا لتسويات أوسع في مناطق أخرى، وربما تكون ألاسكا مقدمة لإعادة توزيع الاهتمامات والمصالح على الصعيد الدولي ومناطق النفوذ عالميا كما حصل في نهاية الحرب العالمية الثانية في يالطا".
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس السبت، إنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في 15 أغسطس/ آب الجاري في ألاسكا، في إطار مساعيه للمساهمة في التوسط لإنهاء الصراع في أوكرانيا.
وكتب ترامب عبر حسابه على منصته "تروث سوشال": "اللقاء المرتقب بشدة بيني، بصفتي رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، والرئيس فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، سيُعقد الجمعة المقبلة 15 أغسطس 2025، في ولاية ألاسكا العظيمة".
وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، للصحفيين: "بالنظر للمستقبل، فمن الطبيعي أن نهدف إلى عقد الاجتماع المقبل بين الرئيسين فلاديمير بوتين، ودونالد ترامب، على الأراضي الروسية. وقد وُجّهت الدعوة بالفعل إلى الرئيس الأمريكي".
وأشار إلى أنه "في هذه الولاية الأمريكية، كما في القطب الشمالي، تتقاطع المصالح الاقتصادية للبلدين، وهناك فرصة لتنفيذ مشاريع متنوعة".
وأوضح أوشاكوف: "لكن، بطبيعة الحال، سيركز الرئيسان بلا شك على مناقشة خيارات تحقيق تسوية سلمية طويلة الأمد للأزمة الأوكرانية".