مع توسعها وزيادة حدتها.. هل تسقط التظاهرات الإسرائيلية الداخلية حكومة نتنياهو؟

يتعرض بنيامين نتنياهو إلى "تسونامي سياسي" سواء على مستوى الداخل أو الخارج، حيث تزيد حدة التظاهرات الإسرائيلية المطالبة بإبرام صفقة تبادل الأسرى، فيما يضغط المجتمع الدولي لإنهاء الحرب.
Sputnik
والتظاهرات التي زادت حدتها يوم الأحد الماضي، شهدت أعمال عنف وغلق الشوارع وإشعال الإطارات، فيما يرى مراقبون أنها ستزداد وتيرتها الفترة المقبلة، حيث ترى عائلات الأسرى أن استكمال الحرب الإسرائيلي يعرض الأسرى إلى خطر الموت.
ويطرح البعض تساؤلات بشأن جدوى هذه الاحتجاجات، وما إمكانية أن تساهم مع الضغوط الدولية والعربية في إسقاط حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل التي يقودها نتنياهو، لا سيما في ظل وجود انشقاقات داخل الحكومة والكنيست بشأن استكمال الحرب.
وتتوسع الاحتجاجات في إسرائيل للمطالبة بوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل أسرى فورية، حيث يقوم المتظاهرون بإغلاق طرق رئيسية وتنظيم وقفات أمام منازل عدد من الوزراء للضغط على الحكومة.
وأكدت عائلات الأسرى الإسرائيليين أن نتنياهو يضع عراقيل أمام إبرام صفقة تبادل، فيما كشف استطلاع للرأي أن 72% من الإسرائيليين يؤيدون إبرام صفقة، في المقابل، ترفض إسرائيل رسمياً المقترح الذي وافقت عليه حماس وتتمسك بالتصعيد العسكري.

سقوط قريب

عائلات الأسرى الإسرائيليين يتظاهرون أمام منازل الوزراء: لم يرغبوا في رؤيتنا منذ أشهر
قال الأكاديمي المصري وخبير الشؤون الإسرائيلية، أحمد فؤاد أنور، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه مأزقًا حقيقيًا نتيجة للتحولات السياسية الداخلية والخارجية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تتمثل التحولات الداخلية في اتساع موجة الغضب وتكرار الإضرابات لعدة أيام، حيث كان نتنياهو يراهن على حدوث انقسام في صفوف عائلات المحتجزين والأسرى.
وأضاف أن انضمام عائلات القتلى الجدد من قوات الاحتلال والمحتجين الذين يؤيدون موقف رئيس الأركان الجديد، الذي لا يؤيد العملية العسكرية التي يطالب بها نتنياهو في غزة، قد أدى إلى تصاعد الاحتجاجات.
وأكد أنور أن الضغوط الداخلية تتفاقم مع تمرد بيني غانتس، عضو مجلس الحرب، وانضمامه للمعارضة، مما أفقَد نتنياهو شبكة الأمان التي كان يوفرها له، مضيفًا أن هناك تسريبات من داخل الجيش الإسرائيلي تطالب بصفقة ولو جزئية، وتشير إلى أن اجتياح غرب مدينة غزة غير ممكن قبل شهر أكتوبر، مما يفرغ خطط نتنياهو للتملص من الضغوط.
وعلى الصعيد الخارجي، أوضح أنور أن نتنياهو يواجه "تسونامي سياسي" محتمل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم، مع توقعات بزيادة عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية إلى 150 دولة.
ويرى أن الضغوط الخارجية تتزايد أيضًا مع دعوة رئيس أيرلندا لتفعيل الفصل السابع ضد الحكومة الإسرائيلية، الأمر الذي دفع حكومة نتنياهو للاعتراف بجرائم جديدة ضد الصحفيين والاعتذار عن استهدافهم.
وبين أنور أن هذه التطورات الضاغطة على المشهد قد تعجل بسقوط نتنياهو في غضون أسابيع، فنتنياهو، الذي كان يصر على أن التفاوض سيكون تحت ضغط عسكري، من الواضح أنه يعيد حساباته في ضوء هذه المتغيرات الداخلية والخارجية، وقد يتجه للتفاوض بشأن صفقة جزئية.

عصيان مدني

عضو عربي سابق بالكنيست لـ "سبوتنيك": احتجاجات الداخل الإسرائيلي قد تدفع نتنياهو لإبرام صفقة تبادل
في السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، إن الاحتجاجات المستمرة داخل إسرائيل، والتي كان أضخمها يوم الأحد قبل الماضي ووصل عدد المشاركين فيها إلى مليون شخص حسب التقديرات، لم تصل بعد إلى مرحلة إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو.
وأشار الرقب في حديثه لـ "سبوتنيك"، إلى أن المظاهرات الحالية، التي يُقال إنها قد تصل إلى مئات الآلاف وتتجمع في مناطق مختلفة من تل أبيب، تتركز في "ميدان المختطفين" كما يسمونه، مؤكدًا أن هذه التجمعات تأتي في وقت ينعقد فيه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) لمناقشة الحرب على غزة، دون التطرق لملف الأسرى أو الصفقة التي وافقت عليها حركة حماس جزئياً لإطلاق سراح عشرة من الأسرى الإسرائيليين.
وأكد الرقب أنه حتى الآن لا يمكن القول أن حكومة نتنياهو ستسقط نتيجة هذه المظاهرات لأنها لم تتحول إلى عصيان مدني شامل، موضحا أن الإضراب ليوم أو يومين لا يسقط حكومة يمينية متطرفة كهذه، بل لا بد من عصيان مدني شامل للضغط عليها حتى تنهار.
وأضاف أن هذه المظاهرات لا تسقط الحكومة، وخاصة أنها مصرة على إكمال حربها والضغط على الشعب الفلسطيني دون أي تأثر بما يحدث في الشارع الإسرائيلي.
وتعيش إسرائيل منذ الأحد، على وقع الاحتجاجات وإغلاق الطرق، في إطار إضراب عام يهدف للضغط على الحكومة لمنعها من توسيع الحرب واحتلال غزة، وحملها على إنهائها واستعادة الأسرى، فيما اتهمت الحكومة المتظاهرين بإضعاف الموقف الإسرائيلي وخدمة موقف حركة حماس.
وتظاهر محتجون في مئات المواقع الإسرائيلية، وأغلقوا شوارع رئيسية خاصة في تل أبيب والقدس، حيث اعتقلت الشرطة عددا من المتظاهرين في إطار يوم إضراب عام وتعطيل الحياة في إسرائيل.
وأشعل عائلات الأسرى الإسرائيليين الإطارات المطاطية ويغلقون الطريق الواصل بين "تل أبيب" ومدينة حيفا، للضغط على الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو من أجل إبرام صفقة تبادل مع "حماس".
قطر: ننتظر ردا رسميا من إسرائيل على المقترح الأخير بشأن غزة
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، الأحد، أن "المئات من الإسرائيليين من أقارب عائلات الأسرى، خرجوا للتظاهر أمام منازل أكثر من وزير على رأسهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس".
وتواصل إسرائيل تصعيدها العسكري في قطاع غزة خاصة بعد الموافقة على خطة احتلال غزة، التي تتضمن تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية.
ويعاني سكان قطاع غزة من مستويات غير مسبوقة من الجوع، حيث تحذر منظمات أممية من تفشي المجاعة وارتفاع أعداد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والمرضى وذوي الإعاقة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حتى 26 أغسطس/ آب الجاري، تسببت الحرب على غزة في مقتل نحو 63 ألف فلسطيني إضافة إلى نحو 158 ألف مصاب، حسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
مناقشة