هل يؤثر "قصف قطر" على اتفاقيات السلام مع العرب وما تداعياته على خطط إسرائيل في غزة والضفة؟

وسط الأحداث المتلاحقة التي تلت الضربة الإسرائيلية في الدوحة، وما خرج عن القمة العربية التي استضافتها قطر، يطرح البعض تساؤلات حول إمكانية أن تؤثر هذه الواقعة على اتفاقيات السلام بين الدول العربية وإسرائيل، وكذلك مدى تأثيرها على الخطط الإسرائيلية في غزة والضفة.
Sputnik
واستضافت العاصمة القطرية، الدوحة، اليوم الاثنين، قمة عربية إسلامية استثنائية، لبحث التطورات التي تشهدها المنطقة والهجمات الإسرائيلية التي تستهدف دولًا عدة في المنطقة، وآخرها استهداف العاصمة القطرية الدوحة، الذي يتصدر جدول أعمال القمة.
وسبق القمة، اجتماع تحضيري لوزراء خارجية وممثلين لـ57 دولة عربية وإسلامية، وقالت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن "رسالة القمة تؤكد على التضامن مع دولة قطر من العالمين العربي والإسلامي في مواجهة الهجوم الإسرائيلي".
وشدد مراقبون على أن القصف الإسرائيلي على قطر قد يزيد من توتر العلاقات مع الدول العربية، مؤكدين أن نتنياهو استغل الزخم الدولي بأحداث قطر لتنفيذ مخططات حكومته في غزة والضفة.
وشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته بالقمة، موجها حديثا للشعب الإسرائيلي، على أن "ما يجرى حاليا يقوض مستقبل السلام، ويهدد أمنكم، وأمن جميع شعوب المنطقة، ويضع العراقيل أمام أي فرص لأية اتفاقيات سلام جديدة، بل ويجهض اتفاقات السلام القائمة مع دول المنطقة".

إعلان حرب

القمة الخليجية الاستثنائية تدين العدوان الإسرائيلي على قطر وتدعو لتدابير دولية حاسمة
أكد أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني أيمن الرقب، أن قصف إسرائيل الأخير لقطر لم يتم إلا بتنسيق مسبق مع الإدارة الأمريكية، التي تحاول التهرب من مسؤوليتها عن هذا الفعل.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن البيان الختامي للقمة، يؤكد عدم وجود حديث مباشر عن التفكك من اتفاقيات السلام بين إسرائيل والدول العربية، خاصة أن هذه الخطوة تعني إعلان حرب بالنسبة للدول التي ترتبط باتفاقيات سلام طويلة الأمد مع إسرائيل، كما أنها ستدفع السلطة الفلسطينية لإعلان وقف ما تبقى من اتفاقيات أوسلو وعملية السلام.
وأشار الرقب إلى أن هذا النمط غير مطروح على الطاولة حاليًا، وأن الحديث يقتصر على الشجب والإدانة والاستنكار وتقليص العلاقات، دون التطرق إلى الخروج الكامل من هذه الاتفاقيات، موضحا أن الأمور ستبقى على نفس المستوى والطريقة، في محاولات لثني الإدارة الأمريكية عن الوقوف بصف إسرائيل، وأن تحسب واشنطن حسابًا جيدًا لمصالحها مع الدول العربية التي هي أكبر من مصالحها مع إسرائيل.
وتمنى الرقب أن تذهب هذه القمم إلى استراتيجية أخرى، ليست بالضرورة قطع العلاقة مع إسرائيل، بل الانفتاح على دول مثل روسيا والصين، والانضمام إلى تحالفات مهمة على المستويين السياسي والاقتصادي مثل "بريكس" و"شنغهاي".
وبيّن أن ذلك سيسهم في ابتعاد رأس المال العربي الذي يتجه نحو الولايات المتحدة والغرب إلى بوابات أخرى، مؤكدًا وجود بدايات لهذا التوجه، لكنها قد تكون أكثر تأثيرًا على واشنطن إذا كان هناك انفتاح أكبر من المجموعة العربية تجاه الصين وروسيا.
وفيما يتعلق باستغلال إسرائيل للزخم حول قصف قطر عن قطاع غزة، قال الرقب إن "الاحتلال مصمم على استمراره في الحرب على غزة وحرب الإبادة الجماعية، ولم يتوقف عنها للحظة واحدة، مؤكدًا أن حديث وزير الخارجية الأمريكي الأخير وتبنيه للسردية الإسرائيلية، يعبر عن طبيعة وحجم التحالف الأمريكي الإسرائيلي الذي فاق الوصف وكل التقديرات".

استمرار الحرب في غزة

أمير قطر: إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال القيادة السياسية لـ"حماس" فلماذا تفاوضهم؟
من جانبه قال أكد الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور ماهر صافي، إن قصف الدوحة قد يؤدي إلى توتر العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، ومن المرجح أن يؤثر على تنفيذ أو المضي قدمًا في الاتفاقات الإبراهيمية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، طبيعة التطبيع مع إسرائيل من المرجح تجميدها في ظل هذه التطورات الجارية بعد استهداف دولة قطر، الحليف الاستراتيجي المهم للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

وأوضح الدكتور صافي أن "الانشغال العالمي بقصف قطر قد ألهى العالم عما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة وقتل وتدمير من أجل التهجير، وما تتعرض له الضفة الغربية والقدس من تزايد في وتيرة الاستيطان والتهويد وتقسيم الضفة إلى شمال وجنوب".

وأوضح أن الاعتداءات الإسرائيلية على قطر، وما صاحبه من زخم عربي ودولي، حرف الأنظار عما يحدث في القطاع، وسمح لحكومة إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو بتنفيذ مخططاتها في قطاع غزة والضفة الغربية، دون رقابة دولية كافية.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن، يوم الثلاثاء الماضي، تنفيذ هجوم جوي استهدف قادة حركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة، قائلا إن هؤلاء القادة "يتحملون المسؤولية المباشرة عن ارتكاب مجزرة السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023) وإدارة الحرب ضد إسرائيل".
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، بيانا مشتركا حول ترتيب تنفيذ عملية اغتيال قيادات "حماس" في الدوحة، الثلاثاء الماضي، وأنها "جاءت بعد تشاور ودعم كامل من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية"، وأطلق الجيش الإسرائيلي على العملية اسم "قمة النار".
ويأتي هذا الهجوم الإسرائيلي، بعد أيام من تهديد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، بتصفية قيادات حركة حماس في الخارج، في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة. وشهد العام الماضي سلسلة من الاغتيالات الإسرائيلية استهدفت قادة بارزين من "حماس" في قطاع غزة وإيران ولبنان.
مناقشة