راديو

مسؤول: الاعتراف بدولة فلسطين يعكس تحولا في الموقف الدولي من القضية

في ظل تصاعد الأحداث الدامية في الأراضي الفلسطينية، وتحديدا في قطاع غزة والضفة الغربية، جاء انعقاد المؤتمر الدولي لحل الدولتين في نيويورك ليشكل محطة مفصلية في مسار القضية الفلسطينية.
Sputnik
المؤتمر، الذي حظي بتأييد واسع من 142 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتمد "إعلان نيويورك" كوثيقة سياسية تعكس التوافق الدولي المتزايد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حل الدولتين كمسار لا رجعة فيه نحو السلام العادل والدائم.
في هذا السياق، قال رياض العطاري، عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)، إن الاعترافات الأخيرة التي صدرت عن عدد من الدول بشأن دولة فلسطين تمثل تطورا سياسيا ومعنويا بالغ الأهمية، خاصة في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حصار وتجويع وإبادة جماعية.
وأوضح العطاري أن هذه الاعترافات تكرس قرارات الشرعية الدولية التي ظلت معلقة لسنوات، مشيرًا إلى أن اعتراف دول وازنة مثل بريطانيا وفرنسا وكندا يعكس تحولا في الموقف الدولي تجاه القضية الفلسطينية، ويزيد من عزلة إسرائيل على الساحة العالمية.
وأكد أن هذه الخطوة، رغم أهميتها، لا تكفي وحدها، بل يجب أن تتبعها إجراءات عملية، أبرزها فرض عقوبات على إسرائيل، كما بدأت بعض الدول مثل إسبانيا باتخاذ خطوات في هذا الاتجاه، من خلال تقييد التعاون العسكري ومنع المشاركة الإسرائيلية في المحافل الدولية، وملاحقة مجرمي الحرب أمام القضاء الدولي.
وأضاف العطاري أن النظام الدولي بدأ يشهد تغيرا تدريجيا، رغم استمرار الهيمنة الأمريكية، وأن هذا التحول هو ثمرة نضال فلسطيني طويل وتضحيات جسيمة، مشيرا إلى أن البيان المشترك الصادر عن المؤتمر الدولي في الأمم المتحدة تضمن لأول مرة صياغات واضحة وجريئة تعكس تغيرا في لغة الخطاب الأممي تجاه فلسطين.
وقال العطاري إن المطلوب اليوم هو جهد فلسطيني وعربي ودولي متكامل لتحويل هذه الاعترافات إلى واقع ملموس، وإنهاء الاحتلال الذي دام أكثر من 76 عاما، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
كما أكد العطاري أن البيان المشترك الصادر عن المؤتمر الدولي في الأمم المتحدة حمل رسالة واضحة لإسرائيل، مفادها أن أي اندماج في منظومة الشرق الأوسط لا يمكن أن يتم دون الاعتراف بالمبادرة العربية، التي تمثل جوهرها في قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
وشدد العطاري على أن إنهاء الانقسام الفلسطيني بات ضرورة وطنية، مؤكدا أن اللحظة الراهنة يجب أن تكون دافعا لتوحيد الصف الفلسطيني، لأن استمرار الانقسام يضعف الموقف الوطني ويفقد القضية الفلسطينية زخمها الدولي.
مناقشة