وحذّر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، من مخاطر استمرار التصريف العالي من سد النهضة الإثيوبي، مشيراً إلى احتمال انهيار سد الروصيرص السوداني إذا استمر الوضع الحالي.
وفي منشور عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح شراقي أن كمية المياه المُصرَّفة من سد النهضة انخفضت قليلاً أمس الثلاثاء إلى 633 مليون متر مكعب يومياً، مقارنة بـ750 مليون متر مكعب، لكنها تظل أعلى بكثير من الإيراد الطبيعي (300 مليون متر مكعب).
وأشار إلى أن منسوب النيل عند الخرطوم بلغ 17.23 متراً، متجاوزاً مستوى الفيضان بـ73 سنتيمتراً، لكنه أقل من الرقم القياسي المسجل في سبتمبر 2020 (17.66 متراً).
تهديد سد الروصيرص
كشفت صور فضائية عن غمر المياه لأراضٍ زراعية وقرى على امتداد النيل الأزرق والنيل الرئيسي شمال الخرطوم. وحذّر شراقي من أن استمرار التصريف العالي من سد النهضة لأسبوع آخر قد يعرّض سد الروصيرص لخطر الانهيار، ما لم ينخفض التصريف تدريجياً حتى تصل بحيرة السد إلى مستوى التخزين الطبيعي (638 متراً)، مع الإبقاء على هامش أمان بمترين للطوارئ.
"جزيرة عائمة" في الخرطوم
وثّقت بعض الكاميرات، الأوضاع المأساوية في حي الشقيلاب بجنوب الخرطوم، حيث تحوّل الحي إلى "جزيرة عائمة" بعد أن غمرت المياه الشوارع والساحات.
أصبح التنقل بين المنازل يعتمد على القوارب الصغيرة، وسط تحديات كبيرة يواجهها السكان في بناء حواجز ترابية لصد المياه. السكان عبّروا عن مخاوفهم من استمرار ارتفاع المنسوب وتفاقم الأضرار.
دور السد العالي
أكد شراقي أن السد العالي في مصر يتعامل بكفاءة مع مياه الفيضان القادمة من السودان ومن سد النهضة منذ أوائل سبتمبر، إلى جانب مصادر أخرى، مما يخفف بعض الضغط على المناطق المتضررة.
أسباب غير مسبوقة
يُشار إلى أن منسوب النيل عادةً ما يرتفع في الصيف، ليبلغ ذروته بين أغسطس ومنتصف سبتمبر. لكن هذا العام، يُعزى الارتفاع غير المسبوق إلى الامتلاء الكامل لسد النهضة، وفقاً لخبراء، مما زاد من حدة الفيضانات في السودان.