وقال بوتين، خلال حديثه في اجتماع نادي "فالداي" الدولي للحوار: "انهار الاتحاد السوفييتي، وظن السذج الروس والمسؤولون السوفييت السابقون، أننا أصبحنا عائلة حضارية واحدة، وأننا سنحتضن بعضنا بعضا، ونتبادل القبلات، على الرغم من قيمنا التقليدية، ونمضي في طريقنا، وأن الأسرة الدولية المشتركة ستعيش بسعادة كعائلة. عبثًا، فلا شيء من هذا القبيل".
قوات قرب فنلندا
وأضاف بوتين أن روسيا لم يكن لديها قوات مسلحة في الجزء المتاخم لفنلندا، لكن سيتم نشر قوات هناك الآن.
وأوضح الرئيس بوتين: "الآن، اتسعت الحدود بين روسيا وحلف الناتو. وماذا في ذلك؟ لم تكن لدينا أي قوات مسلحة في هذا الجزء من روسيا من قبل، ولكن الآن سيكون لدينا قوات هناك (في الجزء المتاخم لفنلندا)، يجب أن ننشئ منطقة عسكرية منفصلة".
كما أكد الرئيس بوتين أن بولندا لن تصبح القوة الدافعة للاقتصاد الأوروبي مهما حاولت. وقال: "على الرغم من أن الوضع في الاقتصاد الأوروبي صعب... لقد كانت ألمانيا وفرنسا في الآونة الأخيرة، القوتين المحركتين للاقتصاد الأوروبي، لكنهما تفقدان هذه المكانة. وبالمناسبة، مهما حاولت بولندا أن تكون القوة الدافعة فإنها لن تحقق ذلك".
كما شدد بوتين على أن الاستيلاء على السفن يمثل "قرصنة"، مضيفًا: "أما بالنسبة للاستيلاء على السفن، فما الخير فيه؟ إنه قرصنة. وماذا يفعلون بالقراصنة؟ يتم القضاء عليهم".
الـ"بريكس" والاقتصاد العالمي
وأعلن الرئيس الروسي أن دول تجمع "بريكس" ستعمل على توسيع فرص المدفوعات والتجارة الإلكترونية، لافتًا إلى أن "حصة دول الـ"بريكس" من الناتج المحلي الإجمالي العالمي حاليًا بلغت 40 بالمئة، بينما تبلغ حصة دول الاتحاد الأوروبي 23 بالمئة، وأمريكا الشمالية 20 بالمئة".
وأضاف بوتين: "ستعمل دول الـ"بريكس" على توسيع إمكانية المدفوعات الإلكترونية والتجارة".
وعُقد الاجتماع السنوي الـ22 لمنتدى "فالداي" الدولي للحوار، تحت عنوان "عالم متعدد المراكز: إرشادات التنفيذ"، في مدينة سوتشي الروسية، من 29 سبتمبر/ أيلول الماضي إلى 2 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وخُصص جزء كبير من خطاب بوتين لهذا الموضوع، كما أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في اليوم السابق. وأشار إلى أن خطاب الرئيس في "فالداي"، سيكون ثريًا بالمعلومات، وقد خضع لتحليل ومناقشة مستفيضة حول العالم.
وفي العام الماضي، خلال مؤتمر "فالداي"، صرح الرئيس الروسي بأن النظام العالمي السابق قد انتهى ولا رجعة فيه، وأن ما يحدث الآن ليس مجرد صراع على السلطة، بل هو صراع على مبادئ العلاقات بين الدول والشعوب.
وأكد بوتين، أن روسيا وعلى عكس خصومها، لا تعتبر الحضارة الغربية عدوًا، ولا تطرح مسألة "نحن أو هم". كما علّق على الصراع الأوكراني، مؤكدًا أن الأوكرانيين "يُدربون بوقاحة ضد الروس، ما يحولهم إلى وقود للمدافع".
وأكد بوتين استعداد روسيا للتفاوض، مع مراعاة المصالح المشتركة. وأضاف أن النقاش مع أوكرانيا لا ينبغي أن يدور حول "وقف إطلاق نار لمدة نصف ساعة" للسماح لكييف بتلقي المزيد من الأسلحة، بل حول تهيئة الظروف لاستعادة العلاقات بما يخدم مصالح الشعبين، اللذين تربطهما بلا شك علاقة أخوية.