وتستمر الانتصارات الروسية في الميدان بشكل متسارع، أدى إلى انقسام جديد داخل أوكرانيا، فبعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن محاصرة القوات الأوكرانية في كوبيانسك وكراسنوأرميسك، والتطور الإيجابي في منطقة العمليات العسكرية، خرجت مطالبات بضرورة تسليم الجنود الأوكرانيين لسلاحهم.
وأكد فيكتور ميدفيدتشوك أن ذلك سيعطي دفعة لعملية التفاوض، لافتا إلى أن طموحات زيلينسكي السياسية الشخصية أهم من حياة الجنود.
الرئيس الروسي أكد أن القوات الروسية تسير بشكل إيجابي لضمان أمن البلاد. كما لفت بوتين إلى الأسلحة الاستراتيجية الروسية وأثنى على كفاءة الخبرات الروسية التي عملت على إنتاجها.
هذه التطورات تأتي مع خطة إعادة التموضع الأمريكية وسحب 3000 جندي من رومانيا فى إطار مراجعة شاملة للانتشار العسكري الأمريكي فى القارة.
في هذا الملف، قال الباحث السياسي، فراس المارديني، إن تطويق القوات الأوكرانية وتقدم الجيش الروسي يعكس حالة معنويات القوات الأوكرانية، مشيرا إلى أن هذا التقدم تكتيك عسكري يحافظ على المكتسبات الروسية.
وذكر أن ما طرحه الرئيس بوتين من فكرة إلقاء السلاح والاستعداد لفتح ممرات إنسانية للقوات الأوكرانية هناك يتطلب شجاعة من القيادة الأوكرانية للحفاظ على أرواح الجنود.
ولفت إلى أن كانت هناك حالة مشابهة في كورسك دخلت فيها مفاوضات سياسية، ثم انسحبت القوات الأوكرانية من المنطقة لاعتبارات إنسانية.
في السياق نفسه، أكد الخبير الاستراتيجي، د. عامر السبايلة، أن هذا الموقف دليل على ميل الكفة عسكريا إلى روسيا في الميدان، ويعكس حالة الفوضى داخل المعسكر الأوكراني، ما يفرض رؤية روسية على مسار المفاوضات لإنهاء الأزمة.
وأوضح أن محاصرة القوات في الميدان تعطي رسالة بأن أفق المعركة قد انتهى لأوكرانيا حتى الوصول إلى مرحلة الاستسلام، معتبرا أن خطوط المعركة أصبحت غير واضحة وهناك مسارات جديدة تؤدي إلى استمرار خسارة أوكرانيا.