يصف العديد من الخبراء قرار ترامب بالتهور. ما رأيكم في هذا؟ ما الذي دفع الرئيس الأمريكي إلى هذا الرد القوي؟ أعتقد أن التقارير عن التجارب الناجحة لأسلحة استراتيجية روسية جديدة، مثل صاروخ "بوريفيستنيك" المجنح ذو المدى غير المحدود، بالإضافة إلى مركبة "بوسيدون" الذاتية القيادة ذات المدى العابر للقارات، والتي تعمل أيضًا بالطاقة النووية، كان لها تأثير قوي عالميًا، وأظهرت أن روسيا حاليًا في طليعة التطورات الواعدة في مجال مركبات الإطلاق الاستراتيجية.
إن قرار ترامب المتهور باستئناف التجارب النووية، من جهة، هو محاولة لتجاوز الأجندة الإخبارية الروسية التي تهيمن حاليًا على وسائل الإعلام العالمية.
هكذا تقريبا ردّ ترامب على منشور للنائب الأول لرئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، على قناته على "تلغرام"، حين ردّ قائلًا: "سأرسل لكم غواصة نووية، أو حتى اثنتين، أقرب إلى شواطئكم"، رد ترامب قائلا: "قرار أحمق تماما من منظور استراتيجي، لكن هكذا كان رده، وها هو الإعلان عن تجارب الأسلحة النووية، التي قد تحدث وقد لا تحدث".
وحول الخطوات التمهيدية التي يتعين على الولايات المتحدة اتخاذها لإجراء التجارب، قال كوروتشينكو: "الاتفاقيات الدولية التي توقعها الولايات المتحدة أو تلتزم بها، هي مجرد أوراق سلة المهملات، حيث ترمى في القمامة عندما تقتضي المصلحة الأمريكية ذلك".
وأضاف كوروتشينكو: "الثالوث النووي الأمريكي جاهز تمامًا للاستخدام القتالي الفوري، والضربات النووية ضد أي عدو محتمل في ظل سيناريوهات مختلفة".
وأردف كوروتشينكو: "بدلاً من ذلك، أجريت ما يسمى بالاختبارات دون الحرجة، التي حاكت التفاعل الانفجاري دون إحداث تفاعل نووي فعلي. الآن، إذا ما طبق هذا القرار في نهاية المطاف، فسيكون النقاش حول استئناف شامل للتجارب الفعلية للأسلحة النووية تحت الأرض في موقع تجارب نيفادا، ومركبات الإطلاق غير ضرورية".
نحن نتحدث عن اختبار الرؤوس الحربية النووية التي تحملها حاملات نشطة مثل مينيوتمان 3 وترايدنت دي 5، وبالتالي، صواريخ كروز الاستراتيجية الأمريكية التي تطلق جوا، حيث تحمل كل مركبة من هذه المركبات رأساً نووياً. نحن نتحدث عن اختبار هذه الرؤوس، بالإضافة إلى الرؤوس الحربية النووية الأمريكية المُحدثة، وربما حتى الجديدة.
وحول الفرق بين أي صاروخي سنتينل الجديد، ومينيوتمان-3 القديم، قال كوروتشينكو: "كلاهما جاهز للقتال ولكن من الناحية التقنية، يواجه الأمريكيون مهمة تحديث ثالوثهم النووي، سيتم إطلاق هذه العملية؛ إنها جارية بالفعل، يتم تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات جديد، سنتينل، للمكون الأرضي للقوات النووية الأمريكية".
ويجري تطوير حاملة صواريخ استراتيجية جديدة، تطلق من الغواصات للمكون البحري للثالوث النووي الأمريكي، ويجري تطوير قاذفة استراتيجية جديدة، رايدر، للمكون الجوي للثالوث النووي الأمريكي.
واختتم: "لديهم الكثير من المال والإمكانات التكنولوجية، لذلك سيستبدلون بسهولة مركبات الإطلاق القديمة بأخرى جديدة، هذه عملية مستمرة؛ سيتم توزيعها بمرور الوقت، وفي أي لحظة، سيكون الثالوث النووي الأمريكي جاهزًا تمامًا للقتال إما لحرب نووية عالمية أو محدودة، من المهم فهم ذلك".