وأضاف أبو حسنة في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "الأونروا قامت في السابق ببناء العديد من المشاريع السكنية، مثل الحي السعودي 1 و2، والحي الإماراتي والحي الياباني والحي الهولندي، بالإضافة إلى عشرات المدارس والبنى التحتية داخل المخيمات، وعشرات الآلاف من المنازل في قطاع غزة، خلال الحروب السابقة".
وأكد أن "الدمار الذي لحق بقطاع غزة هذه المرة هو دمار شامل"، مشيرًا إلى أن "مدنًا بأكملها لم تعد موجودة، مثل رفح وبني سهيلة ومدينة بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، إضافة إلى تدمير 80% من مدينة غزة".
وبيّن أبو حسنة أن "إعادة الإعمار تتطلب مشروعًا ضخمًا يفوق قدرات الأونروا، لكن الوكالة مستعدة للمشاركة والمساهمة بقدراتها".
وفيما يتعلق بالحديث عن محاولات دولية لتفكيك الأونروا، قال أبو حسنة إن "تفكيك الأونروا يعني حرمان ملايين اللاجئين الفلسطينيين من خدمات الصحة والتعليم والإغاثة"، مؤكدًا أن "الأونروا تمثل مفخرة العمل الإنساني في العالم، وتشكل حاجزا حقيقيا أمام التطرف والتهميش".
وحذّر من أن "تصفية الأونروا يعني فتح الباب على مصراعيه أمام التطرف، ما سيكون له نتائج خطيرة في المنطقة"، مؤكدًا أن "الأونروا تعد عاملًا للاستقرار الإقليمي".
وشدد المتحدث باسم الأونروا على أن "الوكالة ستواصل تقديم خدماتها رغم الضغوط الكبيرة"، مشيرًا إلى أن لديها تفويضًا من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن الأونروا "ليست جمعية خيرية إسرائيلية حتى تلغيها إسرائيل"، على حد قوله.
ومضى أبو حسنة قائلًا: "من يريد تغيير طبيعة تفويض الأونروا أو التصويت على تغيير برامجها، يمكنه الذهاب إلى التصويت، في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، حول تمديد تفويض الأونروا لمدة 3 سنوات، والحصول على تصويت بالأغلبية، لكن الوكالة ستواصل تقديم خدماتها، لأن انهيار الأونروا يعني انهيار منظومة إنسانية ضخمة هي الأكبر في العالم".
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، أن إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، توصلتا إلى اتفاق لتنفيذ المرحلة الأولى من "خطة السلام"، التي تهدف إلى إنهاء الصراع المسلح المستمر منذ عامين في قطاع غزة.
وتتضمن خطة ترامب، التي طُرحت في 29 سبتمبر/ أيلول 2025، 20 بندا، أبرزها وقف فوري لإطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن خلال 72 ساعة، وتشكيل إدارة تكنوقراطية تحت إشراف دولي يقوده ترامب نفسه، دون مشاركة "حماس" أو الفصائل الفلسطينية الأخرى في الحكم.