وقالت في تصريحات لـ "سبوتنيك": إن انطلاق حركة فتح ركز الجهود نحو القضية الفلسطينية، واستمرت الحركة في هذا النهج وستستمر لارتباطها الوثيق بالقضية وجوهرها، وبوطنية خالصة متجردة من الأيديولوجيات والتبعيات المختلفة.
وأضافت أن هذا الإرث الذي صنعه ياسر عرفات ورفاقه، من خلال النضال المستمر للشعب في كافة الساحات، سواء في لبنان أو الأردن أو سوريا أو ساحات الخارج، شكل عمودًا فقريًا للقضية، مشيرة إلى أن ساحة النضال الداخلي، التي انطلقت من العمل العسكري ثم امتدت إلى الانتشار الشعبي، استمرت بتشكيل اللجان الفتحاوية ولجان المرأة للعمل الاجتماعي.
وأوضحت أن هذا الانتشار، بالإضافة إلى باقي التنظيمات الفلسطينية المنضوية تحت منظمة التحرير الفلسطينية بأذرعها المختلفة، أحدث تحولًا كبيرًا في نضال الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن أن الانتفاضة الأولى كانت من أهم هذه المحطات، حيث تركت أثرًا كبيرًا في مسار القضية الفلسطينية، بعد أن أصبح الحجر سلاحًا وصل إلى كل أرجاء المعمورة، مما خلق ضغطًا دوليًا باتجاه حل القضية.
وترى حرب أن هذا الضغط أدى إلى الذهاب إلى أوسلو في بداية التسعينات، مما شكل نقلة نوعية لنضال الشعب الفلسطيني بانتقاله من الخارج إلى داخل الوطن. وأكدت أن هذه المحطة أصبحت محطة بناء للدولة الفلسطينية، حيث تشكلت السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن ياسر عرفات كان في كل هذه المحطات القائد والرمز، وترك أثرًا مباشرًا لحضوره ووجوده وقدرته على التغلب على الصعاب والتحديات التي واجهت هذه القضية، مثل حصار بيروت ورام الله، ومحطة الأردن، والهجمات الإسرائيلية على المنظمة وحركة فتح، بالإضافة إلى الخلافات الداخلية التي تم تجاوزها في عهده، وكل هذه المحطات شكلت رصيدًا لقائد فذ استطاع بلورة الهوية والوطنية الفلسطينية، وأصبح هناك كيان قائم على أرض الوطن، وإن كان منقوصًا.
وشددت على أن هذه المحطة هي الأهم لهذا القائد الكبير الذي تحلى بالأمل والنظرة التفاؤلية، وهو ما بث الأمل في قلب الشعب الفلسطيني، وهذا الإرث يساند أبناء الشعب في صمودهم وفهمهم للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية وجودية لشعب حاول البعض طرده من أرضه، لكنه عاد وتمحور في وطنه.
وأوضحت أن الشعب الفلسطيني، رغم ما يعانيه اليوم من إبادة جماعية وقضم للأرض ووحشية في الممارسات والانتهاكات في الضفة وغزة وداخل السجون، إلا أنه يمتلك قناعة راسخة بأنه صامد وثابت على أرضه، وهي ثمرة تراكم النضال، وقناعة بأننا ذاهبون نحو الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية، وحل عادل لقضية اللاجئين.
ويصادف اليوم الذكرى الـ21 لاستشهاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "أبو عمار"، وتأتي الذكرى في ظل حرب إبادة وتطهير عرقي يستهدف الوجود الفلسطيني، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).