لجنة التحقيق في أحداث السويداء السورية تعلن توقيف أفراد من وزراتي الدفاع والداخلية

أعلن رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق بأحداث السويداء القاضي حاتم النعسان، اليوم الأحد، إيقاف أفراد من وزارتي الدفاع والداخلية، ثبت تورطهم بارتكاب مخالفات، وإحالتهم إلى القضاء، مشيرا إلى أن اللجنة تتابع التحقيقات للوصول إلى الحقيقية وضمان عدم تكرار ما حدث.
Sputnik
وأضاف النعسان: "ما شهدته محافظة السويداء في تموز 2025 من أحداث مؤسفة طالت الأرواح والممتلكات العامة والخاصة ومن تهجير قسري وما سبقه وما تبعه من خطاب الكراهية الذي يمثل انتهاكات جسيمة، لا يمكن التعامل معها بمعالجات شكلية أو سياسية بل بتحقيق فعال يستوفي المعايير القانونية الواجبة".

وبيّن النعسان أن "الأعمال المنجزة خلال الأشهر الثلاثة الماضية شملت التحقيق الميداني من زيارة مواقع الاعتداءات وتوثيقها باستخدام أدوات التحليل الجنائي الميداني، حيث انتقلت اللجنة إلى مواقع تجمع الوافدين في عدة مناطق بأرياف دمشق وإدلب والسويداء ومحافظة درعا، إضافة إلى عدد من المشافي، وجمع الأدلة المادية وحفظها بما يضمن سلامتها أمام القضاء، فضلاً عن تحديد أنماط الهجوم ومسارات الاعتداء وتوصيفها قانونياً".

سوريا.. محافظ السويداء: الأمن في المحافظة غير موجود بسبب بعض الفصائل
وأشار النعسان إلى أن "اللجنة أجرت مقابلات مع الناجين والمتضررين وشهود عيان في مواقع تجمع الوافدين وما زالت مستمرة في سماع أقوال الشهود والمتضررين، كما قامت بمتابعة عدد من الموقوفين على خلفية الأحداث، وكذلك عدد من حالات المفقودين والمختطفين، وتم تحقيق نتائج إيجابية في بعض الحالات".

وتابع: "يخضع أعضاء اللجنة للالتزام بالسرية فيما يتعلق بالمعلومات التي يطلعون عليها أثناء أداء مهامهم، وتحافظ اللجنة على سرية المعلومات والبيانات والأشخاص المتعاونين معها وسرية مداولتها، ولا تفصح عن المعلومات إلا بحدود ما لا يضر مسار التحقيق".

وبيّن النعسان أن "اللجنة تعمل على كسب ثقة المتضررين والشهود وغيرهم من أجل الحصول على تعاونهم في تقديم المعلومات وألا تقدم وعوداً من غير المحتمل الوفاء بها وضبط سقف توقعات ذوي الضحايا فيما يتعلق بصلاحيات اللجنة".
لجنة تحقيق دولية تبدأ عملها في محافظة السويداء السورية
وأوضح أن "اللجنة تتابع تحقيقاتها للوصول إلى الحقيقة كاملة ومنع تكرار الانتهاكات، كما تعمل على مسار إنساني وبناء الثقة بين أطراف النزاع، ووضع التكييف القانوني النهائي للانتهاكات وفق قانون العقوبات السوري والأنماط الجسيمة للجرائم".

وأضاف النعسان: "لم يثبت قيام مقاتلين أجانب بالمشاركة في أحداث السويداء، وثبت لدنيا أن بعض الأشخاص من المقاتلين الأجانب دخلوا بشكل فردي وعشوائي إلى مدينة السويداء، واقتصر خطاب الكراهية والتحريض على أشخاص محدودين على وسائل التواصل".

وأردف رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق بأحداث السويداء: "تم جمع الأدلة وحفظها بما يضمن سلامتها أمام القضاء، حيث تم توقيف العناصر الذين ظهروا في فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي وأحيلوا إلى الدفاع والداخلية"، مشييرا إلى أنه "تم توثيق أكثر من 800 إفادة بمحاضر أصولية، بالإضافة إلى تنظيم أكثر من 900 استمارة للضحايا وذويهم".
"اللجنة القانونية العليا" في السويداء تؤكد رفضها لخارطة الطريق التي أعلنت عنها دمشق
وكانت محافظة السويداء، قد شهدت في يوليو/تموز الماضي، تصعيدًا غير مسبوق، تمثل بهجوم واسع نفذه مسلحون من بعض العشائر "مدعومين بعناصر من القوات الحكومية السورية"، بحسب شهادات محلية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع الفصائل المحلية داخل المحافظة.

وأسفر هذا الهجوم عن تدمير وحرق نحو 35 قرية موزعة في الريف الغربي والشمالي والجنوبي للمحافظة، وتسبب بتهجير آلاف العائلات من منازلها، وسط حالة من الذعر والانهيار الإنساني.

راديو
خبيرة: ملف السويداء أصبح "دوليا" غير متعلق بالقرار المحلي ولا السوري
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة توثق وقوع "مجازر مروعة" بحق المدنيين، راح ضحيتها المئات من أبناء السويداء، في مشهد أثار موجة غضب واستنكار واسع داخل المحافظة وخارجها.
وعلى خلفية هذه الأحداث الدامية، أصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية، قرارا بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، بعد "ثبوت تورط عناصر حكومية ومسلحين من العشائر في تلك المجازر والانتهاكات"، التي هزّت الرأي العام.
مناقشة