واعتبر أن قمة ألاسكا شكلت نقطة الانطلاق، وأن ما تلاها كان بمثابة تطوير لهذه المقاربة وصولا إلى خطة سلام واضحة المعالم يجري بحثها مع الجانبين الأوروبي والأوكراني".
وقال سليمان، في حديث لإذاعة "سبوتنيك": "إن استراتيجية الأمن الوطني الأميركي الجديدة مهمة جدا، لأنها تحذف للمرة الأولى روسيا من لائحة الأعداء، فيما تدرج أوروبا ضمن خانة الشركاء الإشكاليين".
وأضاف سليمان: "الأوروبيون يحاولون الحفاظ على ماء الوجه وتجنب الاعتراض الحقيقي على الخطة الأميركية، ويسعون إلى خفض الزخم على أمل الوصول الى معضلة قد تدفع موسكو إلى الرفض".
وأردف الخبير في الشأن الأوروبي: "ترامب يعبر عما تغير داخل الولايات المتحدة، وهو تغيير سينسحب على الإدارة اللاحقة، لأن التاريخ لا يعود الى الوراء"، مشيرا إلى أن "كل التفاصيل قابلة للحل في ظل التوافق على الرؤية الكبرى، وهي إنهاء الصراع الغربي مع روسيا التي استخدمت فيه أوكرانيا كأداة".
وأكد سليمان أن "زيلينسكي ليس جزءا من مشهد التفاوض الأميركي-الروسي، ولا سيما بعد انتهاء خصوصية العلاقة بينه وبين واشنطن، ومع توجه الولايات المتحدة إلى أخذ آراء النخب الأوكرانية والرأي العام في الاعتبار".
ولفت أستاذ في القانون الدولي إلى وجود "اختلاف عميق بين خطاب يتحدث عن خطة سلام للتهدئة، وآخر يدفع نحو سنوات مقبلة من الصراع عبر سياسات التجنيد والعسكرة"، معتبرا أن "الأوروبيين يصرون على إبقاء التوتر قائما بهدف كسر التوائم والانسجام بين القوى العظمى في العالم ولو على حساب أوروبا نفسها".
وفي ما يتعلق بزيارة الوفد المجري إلى موسكو، رأى سليمان أن "رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان سياسي يمتلك قدرة على قراءة الخرائط السياسية وحساسية التاريخ"، مشيرا إلى أن الزيارة تسير بسلاسة.
وبيّن سليمان أن "الحفاظ على قنوات التواصل مع الجميع هو خيار ذكي، وهو ما فشل فيه الأوروبيون، لأن الأمر يتعلق بمستقبل الأمم ومصيرها ويتطلب بعد نظر ومسؤولية".