وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الإجراء العسكري الذي نفّذته البحرية الأمريكية ضد سفينة تجارية تحمل نفطاً فنزويلياً قرب السواحل الفنزويلية، واعتبر احتجازها مثالاً واضحاً على “القرصنة البحرية التي تمارسها الدول”، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وفي بيان صدر ليلة أمس الخميس، أكد بقائي أن احتجاز ومصادرة سفن تجارية تابعة لدول أخرى يمثل تجاهلاً صريحاً للقانون الدولي وانتهاكاً فاضحاً لمبادئ أمن وسلامة الملاحة الدولية.
كما شدّد على أن استناد واشنطن إلى قوانينها الداخلية وعقوباتها غير القانونية لا يغيّر من الطبيعة غير الشرعية والإجرامية لما وصفه بـ"السطو المسلح في البحر".
وحذّر المتحدث من عواقب وتداعيات استمرار مثل هذا السلوك القسري على السلام والأمن والتجارة الدوليين، مشيراً إلى أن جميع الحكومات والهيئات الدولية المختصة تتحمل مسؤولية مواجهة هذه الإجراءات غير القانونية.
وكان ترامب أكد، الأربعاء الماضي، أن بلاده استولت على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، وهي أكبر ناقلة نفط يتم الاستيلاء عليها على الإطلاق.
وأضاف الرئيس ترامب في مستهل اجتماع مائدة مستديرة في البيت الأبيض، أمس الأربعاء، أن "هناك أمورا أخرى تجري"، مؤكدا "سترون ذلك لاحقا".
وقال الرئيس الأمريكي: "لقد استولينا للتو على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا. ناقلة ضخمة، ضخمة جدا، إنها في الواقع الأكبر على الإطلاق، وهناك أمور أخرى تجري. سترون ذلك لاحقا".
ولم يكشف البيت الأبيض على وجه التحديد أين تم احتجاز ناقلة النفط، ولم يصدر عن البيت الأبيض أي تعليق فوري حول الواقعة.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء الماضي، وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشنّ عمليات برية ضد تجار المخدرات في أمريكا اللاتينية، حيث قال في تجمع جماهيري بولاية بنسلفانيا: "الآن سنفعل ذلك على الأرض، لأنه أسهل على الأرض. وهو(الإتجار بالمخدرات) أكثر انتشارًا هناك".
وقال ترامب إن "الأهداف التي يتم تدميرها في البحر، تنقذ حياة 25 ألف شخص كانوا سيموتون لولا ذلك، بسبب الجرعات الزائدة".
وتبرر الولايات المتحدة وجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي بـ"محاربة تهريب المخدرات"، وفي شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول الماضيين، استخدمت واشنطن قواتها المسلحة مرارًا وتكرارًا لتدمير قوارب يُزعم أنها تحمل مخدرات قبالة سواحل فنزويلا.
وفي 3 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعرب ترامب عن رأيه بأن "أيام نيكولاس مادورو كزعيم لفنزويلا، باتت معدودة"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن "الولايات المتحدة لا تعتزم شنّ حرب على فنزويلا".
من جانبها، اعتبرت كاراكاس هذه الإجراءات "استفزازًا يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وانتهاكًا للاتفاقيات الدولية المتعلقة بوضع منطقة البحر الكاريبي كمنطقة منزوعة السلاح وخالية من الأسلحة النووية".