وأشار في مداخلة عبر إذاعة "سبوتنيك"، إلى أن "ما تمر به المنطقة حاليا هو مرحلة انتقالية ستفضي إلى معادلات جديدة"، وأن "أي مقاربة جدية للاستقرار يجب أن تنطلق من القضية الأساسية التي أدت الى عدم الاستقرار، وهي القضية الفلسطينية، خاصة أن الحلول السابقة لم تعد ناجعة".
وتناول الحافظ خريطة التمدد الإسرائيلي في غزة، مؤكدا أن "تغيير الخرائط والحدود لا يمكن ان تقوم به دولة بمفردها، بل يأتي نتيجة توافق دولي وإقليمي"، واعتبر أن "المنطقة ليست مقبلة على تغييرات جذرية"، لافتا إلى أن "المعادلة الإقليمية والدولية تبدلت خلال الأشهر الأخيرة، في ظل اتجاه أمريكا نحو الانكفاء لا المواجهة".
وقال الحافظ: إن "استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة توضح هذا الاتجاه، وتعبر عن تحول جوهري في نظرة واشنطن إلى دورها في المنطقة، في ظل عدم رغبتها بالانخراط في أي عمل عسكري واسع قد يهدد الاستقرار"، ورأى أن "الرهان الإسرائيلي على الدعم الأمريكي المطلق لم يعد مضمونا"، معتبرا أن هذا الأمر سيتضح أكثر بعد اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وأشار إلى "وجود شعور متزايد لدى دول محورية بأن أمريكا لم تعد بالقوة أو الاهتمام الذي كان سائدا للحفاظ على مصالحها في المنطقة، ما يعكس تغير موازين القوى، ويفتح الباب أمام مسارات جديدة".
وأكد الحافظ، أنه "لا قدرات بشرية لدى إسرائيل لاحتلال سوريا، بل تسعى فقط لإضعافها وتقسيمها، وأضاف أن "أيا من الأطراف التي ساهمت في إسقاط النظام السوري لا تملك اليوم القدرة على التحكم بسوريا، بانتظار تشكل محور إقليمي وازن".
وأوضح أن "الصراع داخل أمريكا لم يُحسم حتى الساعة، ما ينعكس على إمكانية التوصل إلى تفاهم مع إيران"، ولفت إلى أن "التدخل الأمريكي بين طهران وتل أبيب والكيان جاء نتيجة تهديدات إسرائيلية باستخدام السلاح النووي، من دون استبعاد أي سيناريو لهذه الاحتمالات المجنونة حتى الآن".
أما في ما يتعلق بلبنان، فاعتبر الدكتور زياد الحافظ أن "الضغوط الأمريكية بشأن ملف السلاح قد تكون ذات مفعول عكسي، وربما تهدف إلى دفع اللبنانيين للتمسك به أكثر"، وأشار إلى أن "مواقف المبعوث الأمريكي الخاص، توماس براك، الأخيرة قد تكون موجهة للضغط على إسرائيل للالتزام بما تفرضه واشنطن".