مجتمع

علماء روس يطورون طريقة جديدة تساعد في تحديد أسباب العقم لدى النساء

قام علماء من كلية الأحياء بجامعة موسكو الحكومية (لومونوسوف)، بالتعاون مع زملائهم من معهد كولتسوف لبيولوجيا النمو التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، بتطوير وتوصيف سلالة جديدة من خلايا الحبيبية المستدامة "IMG-A1"، يُمكن هذا النموذج الناتج من دراسة العمليات المعتمدة على هرمون "FSH" في المبيضين بدقة عالية، بالإضافة إلى فحص الأدوية.
Sputnik
تُعد دراسة بيولوجيا المبيض، ولا سيما نضج الجريبات، محفوفة بصعوبات منهجية، إذ تفقد مزارع الخلايا الأولية المعزولة من الجسم خصائصها وقدرتها على الانقسام خارج الجسم بسرعة. أما سلالات الخلايا المستدامة الموجودة (وهي غالبا خلايا مبيضية مُستنبتة مخبريا من فئران معدَلة وراثيا لتنقسم إلى ما لا نهاية، متجاوزة بذلك العمر الافتراضي المحدود للخلايا الأولية)، فهي عادة ما تكون مشتقة من الأورام، ما يؤدي إلى استجابة هرمونية مشوهة ونمط ظاهري غير طبيعي.
تغلب الباحثون على هذه القيود من خلال إنشاء سلالة خلايا "IMG-A1" مستقرة، ولتحقيق هذه الغاية، تم تعديل خلايا الحبيبية الأولية المعزولة من جريبات المبيض المبكرة في الفئران بإدخال جين التيلوميراز البشري (hTERT)، حسب ما ورد في "بوابة روسيا العلمية".

سمح هذا للخلايا بتجاوز حد الانقسام مع الحفاظ على شكلها الطبيعي وخصائصها الوظيفية الأساسية، وكانت السمة الرئيسية للسلالة الجديدة هي خصائص مستقبلاتها الفريدة: إذ تُعبر الخلايا عن مستقبلات الهرمون المنبه للجريب (FSH) ولكنها تفتقر إلى مستقبلات الهرمون الملوتن (LH)، ويُعد هذا التكوين سمة مميزة للجريبات النامية في المراحل المبكرة من النمو، ما يجعل "IMG-A1" نموذجا مثاليًا لدراسة مسارات الإشارات المحددة التي لا تتداخل مع تأثير الهرمونات الأخرى، وحصل الباحثون على سلالة خلوية فريدة تُحاكي المراحل المبكرة من نمو الجريبات.

ارتفاع العقم لدى الرجال عالميا.. خبراء يكشفون الأسباب والحلول العلمية الحديثة
يصعب محاكاة هذه المرحلة التطورية الحرجة في المختبر نظرا للتكوّن التلقائي للخلايا الأولية في المزارع الخلوية، وتشير نينا أليشينا، الباحثة في قسم علم الأجنة بكلية الأحياء في جامعة موسكو الحكومية، إلى أن "سلالة خلايا IMG-A1 تحافظ على نمط ظاهري مستقر، ما يسمح للباحثين بدراسة آليات تنظيم تكوين الجريبات بشكل نقي، دون التداخل الوظيفي الذي يميز نظائر الأورام".
وقد أظهر التحقق من صحة النموذج أن الخلايا تستجيب بشكل مناسب للتحفيز الهرموني، وقادرة على محاكاة الحالات المرضية، مثل متلازمة تكيس المبايض، عند تعرضها للأندروجينات والأنسولين، ويؤكد الباحثون أن إنشاء مثل هذه الأنظمة الخلوية يُعد خطوة هامة نحو تطوير تقنيات الإنجاب من الجيل التالي، وإلى جانب الأهمية النظرية، فإن تطوير سلالات الخلايا الجسدية القادرة على دعم تكوين البويضات في المختبر له أهمية عملية كبيرة.
كما يؤكد دينيس نيكيشين، الأستاذ المشارك في قسم علم الأجنة بكلية الأحياء في جامعة موسكو الحكومية، أن هذه النماذج ضرورية لإنشاء أنظمة اصطناعية لنضج الأمشاج، والتي قد تُشكل أساسا لأساليب جديدة لعلاج العقم.
مجتمع
علماء روس يبتكرون طريقة للتبؤ بمرض يؤدي إلى العقم
وتُظهر الدراسة أن استخدام الخلايا المُعدلة وراثيا، دون تحويلها إلى خلايا سرطانية، يُتيح إنشاء نماذج بالغة الأهمية للبحوث الطبية الحيوية والبحث عن أهداف علاجية جديدة.
أُجريت الدراسة بمنحة من وزارة التعليم والعلوم، بعنوان "التعديل الوراثي للمكونات الخلوية المنظمة لعمليات الأيض والجهاز التناسلي لاستعادة وظائفها"، ويتوفر خط الخلايا الجديد "IMG-A1" للباحثين في مجموعة زراعة الخلايا التابعة لمعهد أبحاث الطب الحيوي التابع للأكاديمية الروسية للعلوم.
دراسة: احتمال إنجاب ذكر أو أنثى ليس 50:50 كما هو شائع
مناقشة