ووصف مادورو، تصريحات واشنطن بشأن سيطرة الولايات المتحدة على موارد فنزويلا وأراضيها بأنها ادعاءات حربية واستعمارية، مؤكدًا أن "أمريكا تسعى لتغيير النظام لفرض حكومة عميلة تسلم الدستور والسيادة وتحول البلاد إلى مستعمرة".
وأضاف: أن "فنزويلا لن تُستعمر أبدًا، وأنها ستواصل تجارة جميع منتجاتها مع العالم"، مشددًا على أن البلاد حققت أعلى مستوى من الوحدة الوطنية عبر احترام السيادة والاستقلال والحق في السلام والحياة.
وأشار الرئيس الفنزويلي، إلى "أن الشعب والجيش متحدون لضمان حق فنزويلا في نفطها ومعادنها"، محذرًا من أن الإمبريالية تعتمد أسلوب “فرق تسد” بين فنزويلا وكولومبيا لانتهاك سيادة شعبي البلدين.
ودعا مادورو، في ختام تصريحاته، الشعب الكولومبي إلى الوحدة لتجنب انتهاك القانون الدولي من قبل ما وصفها بـ”الحكومات المستعمرة في الشمال”.
وقالت مصادر دبلوماسية، في وقت سابق اليوم، إن فنزويلا طلبت من مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع لمناقشة ما وصفته بـ“العدوان الأميركي المستمر”، على خلفية التوتر المتصاعد بين كاراكاس وواشنطن.
ونقلت وكالة "رويترز"، عن مصادر قولها، إن "الطلب الفنزويلي يهدف إلى بحث التداعيات السياسية والاقتصادية للإجراءات الأمريكية الأخيرة، والتأكيد على ما تعتبره فنزويلا انتهاكًا لسيادتها ولقواعد القانون الدولي".
كما نقلت الوكالة عن دبلوماسي أممي، قوله إنه "من المرجح عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بناء على طلب فنزويلا الثلاثاء المقبل"، دون المزيد من التفاصيل.
يأتي ذلك بعدما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن "واشنطن فرضت حصارا على فنزويلا"، مؤكدًا أنها لن تسمح لأي طرف بخرقه تحت أي ظرف.
وأضاف ترامب، أن "فنزويلا استولت على كل مواردنا من النفط”، مشددًا على أن "الولايات المتحدة تسعى إلى استعادتها، ولن تسمح لأي جهة بأخذ نفط أمريكا، أو الالتفاف على الإجراءات المفروضة ضد كاراكاس".
وكشفت وكالة "سبوتنيك"، أمس الأربعاء، بعد تحليل بيانات موقع "فلايت رادار 24" عن إرسال 3 طائرات مقاتلة من طراز، بوينغ إف/إيه-18إي/إف سوبر هورنت، وطائرتين حرب إلكترونية من طراز،"بوينغ إي إيه-18جي غراولر" إلى سواحل فنزويلا.
وبحسب التحليل، لا تزال إحدى طائرات "إف/إيه-18إي سوبر هورنت" تحلق في الجو، حيث تدور قبالة السواحل الفنزويلية منذ أكثر من ساعتين، فوق البحر الكاريبي، بالقرب من جزيرتي كوراساو وأروبا.
وفي 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جميع شركات الطيران إلى اعتبار المجال الجوي فوق فنزويلا وما حولها مغلقًا، وهو ما رفضته السلطات الفنزويلية على الفور، وطالبت الولايات المتحدة باحترام المجال الجوي للبلاد، كما وجهت نداءً إلى الأمم المتحدة ومنظمة الطيران المدني الدولي لإدانة هذا الإعلان، معتبرةً أنه يمثل تهديدًا باستخدام القوة.
وتبرر الولايات المتحدة وجودها العسكري في منطقة الكاريبي بمكافحة تجارة المخدرات. ففي سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول، استخدمت القوات الأمريكية عدة مرات قواتها لتدمير قوارب قرب سواحل فنزويلا كانت تُنقل عليها مخدرات مزعومة. وأعلن "NBC" في أواخر سبتمبر أن القوات الأمريكية تعمل على خيارات لضرب مهربي المخدرات داخل الجمهورية.
وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني، صرح الرئيس الأمريكي بأن أيام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على رأس السلطة معدودة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لا تخطط لخوض حرب مع فنزويلا. في المقابل، اعتبرت كاراكاس هذه الإجراءات استفزازية تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، وانتهاكًا للاتفاقيات الدولية بشأن الوضع المناطقي خالي السلاح والنووي في حوض الكاريبي.