وتعد "نتائج العام" أحد أبرز أشكال التواصل المباشر بين القيادة الروسية والرأي العام، وتحول على مدى أكثر من عشرين عامًا إلى منصة سياسية وإعلامية ثابتة في المشهد الروسي.
انطلاقة البرنامج وتطوره
انطلق أول تواصل مباشر للرئيس بوتين مع المواطنين في مارس/آذار 2001 عبر الإنترنت، قبل أن يُبث أول "خط مباشر" تلفزيوني في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه. ومنذ ذلك الحين، أصبح اللقاء حدثًا سنويًا تُنقل وقائعه عبر القنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية.
وشهدت النسخ الأولى من البرنامج تركيزًا على القضايا الاجتماعية والمعيشية، مثل الأجور والمعاشات والسكن والخدمات العامة، قبل أن تتسع دائرة النقاش لاحقًا لتشمل الاقتصاد الكلي والسياسة الداخلية والخارجية.
أرقام قياسية ومشاركة واسعة
على مدار السنوات، تلقى برنامج "نتائج العام" ملايين الأسئلة من المواطنين عبر الهاتف، والرسائل النصية، والمواقع الإلكترونية، وتجاوز عدد المشاركات في بعض الأعوام ثلاثة ملايين سؤال، بينما امتدت بعض الجلسات لأكثر من أربع ساعات.
كما شهد البرنامج تطورًا تقنيًا ملحوظًا، مع إدخال أدوات رقمية ومنصات تفاعلية تتيح مشاركة سكان مختلف المناطق الروسية، بما في ذلك الأقاليم البعيدة.
محطات بارزة في تاريخ "نتائج العام"
توقف البرنامج في بعض الأعوام واستُعيض عنه بمؤتمرات صحفية موسعة، كما جرى دمجه في سنوات أخرى مع مؤتمر "حصيلة العام". وخلال جائحة كورونا، عُدلت صيغته بما يتناسب مع الظروف الصحية.
وفي السنوات الأخيرة، خُصصت جلسات موسعة لمناقشة تداعيات العقوبات الغربية، والأوضاع الاقتصادية، والسياسة الخارجية، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية.
"نتائج العام" في 2025
ومن المقرر أن يناقش الرئيس بوتين خلال حوار هذا العام الوضع العام في البلاد، وقضايا السياسة الاقتصادية، والشؤون الداخلية، إلى جانب الملفات الدولية التي تهم روسيا في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية.
ويواصل برنامج "نتائج العام" أداء دوره كأداة تواصل مباشر بين الرئيس والمواطنين، وكمؤشر على أولويات السلطة الروسية في المرحلة الراهنة.
وقد تلقى البرنامج بالفعل أكثر من مليوني مشاركة من المواطنين إلى حد الآن.