وأوضح ستوغليف في تصريح لوكالة "سبوتنيك- أفريقيا" على هامش المؤتمر الوزاري لمنتدى الشراكة الروسية–الأفريقية المنعقد في القاهرة، أن هناك خططا واضحة تتيح متابعة تنفيذ مهام عملية وملموسة بين روسيا والقارة الأفريقية، ما يعكس انتقال التعاون إلى مرحلة متقدمة.
وتحدث ستوغليف عن خبرة "روسكونغرس" في تنظيم الحوارات الدولية الكبرى، موضحا أن الدروس المستخلصة من المسار الأفريقي تُدمج في فعاليات دولية أخرى، من بينها منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، وأسبوع الطاقة الروسي، إضافة إلى منتديات قطاعية أخرى يُخصص فيها حيز للحوار التجاري الروسي–الأفريقي.
وأشار ستوغليف إلى أن "مؤسسة روسكونغرس تولت دور الجهة المنظمة، ثم عُقدت قمة ثانية في عام 2023، أعقبها مؤتمر وزاري ومنتدى أعمال، مما أتاح لنا، في رأيي، وضع الحوار على مسار عملي. وُضِعَت خطة لمتابعة تنفيذ المهام، وهي مهام عملية للغاية".
وأشار ستوغليف إلى تطوير منصات "بي تو بي" تهدف إلى تسهيل التواصل المباشر بين الشركات، بما في ذلك الشركات الأفريقية، مؤكدا أن هذه الأدوات تفتح آفاقاً أوسع للتعاون الاقتصادي.
على سبيل المثال، يُقام المنتدى في مواقع مختلفة، حيث نوفر للشركات ومكاتب السياحة في الدول الأفريقية منصات ملائمة لتسهيل السياحة من روسيا، التي بدورها تستثمر في اقتصادات الدول الأفريقية وتُنمي الشركات الصغيرة والمتوسطة، وفقا لستوغليف.
وفي معرض حديثه عن أدوات "القوة الناعمة"، أكد ستوغليف أهمية الحوار المباشر بين الشعوب، والدور المحوري للبرامج التعليمية والتبادل الأكاديمي.
وأشار إلى أن عشرات الآلاف من الطلاب الأفارقة درسوا أو يدرسون حاليا في روسيا، وأن العديد منهم يشغلون اليوم مناصب رفيعة في إدارات دولهم أو مواقع قيادية في شركات كبرى.
وأوضح ستوغليف أن ذلك يسهم في تعزيز الحوار المباشر مع روسيا، مستندا إلى مستوى تعليمي عال وذكريات إيجابية مشتركة، فضلا عن وجود لغة مهنية وتقنية مفهومة للطرفين.
وعن التغيرات النوعية في العلاقات الروسية–الأفريقية خلال السنوات الأخيرة، اعتبر ستوغليف أن نمو حجم التبادل التجاري يعد مؤشرا أساسيا على تقدم التعاون.
وأشار إلى تنفيذ مشاريع أعمال محددة في مجالات عدة، من بينها الطاقة الكبرى والطاقة النووية، موضحا أن المشاريع النووية تقود بدورها إلى تطوير التعليم، وإعداد الكوادر، وصناعة مواد البناء، والبنية التحتية للنقل، والموانئ، والخدمات اللوجستية.
وأضاف أن مجالات السياحة، والأمن، والتعاون العسكري–التقني تشهد تطورا ديناميكيا، سواء ضمن إطار الخطط الموقعة عقب القمم أو نتيجة تزايد الاهتمام المتبادل بين الجانبين.