وأوضح عبد العاطي، في الكلمة الترحيبية التي ألقاها خلال انطلاق الجلسة العامة الأولى للمؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى "الشراكة الروسية الأفريقية" في القاهرة، أن "الحوار السياسي بين دول أفريقيا وروسيا، يعد حجر الزاوية في بناء التفاهم المتبادل وتنسيق المواقف حول القضايا الإقليمية والدولية"، مؤكدًا أن "التعاون الأفريقي الروسي يمثل منصة مهمة لدعم الأهداف المشتركة ضمن أجندة الاتحاد الأفريقي 2063".
وأشار إلى "التزام مصر بحشد التمويل للمشروعات القارية، التي تدفع بأجندة التكامل الأفريقي، وتنفيذ برامج تلبي طموحات القارة بالتعاون مع الشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم روسيا".
وتطرق وزير الخارجية المصري إلى القضايا الإقليمية، مشددًا على ضرورة "تسوية النزاعات بالطرق السلمية ورفض التدخلات الخارجية التي تفاقم الأزمات"، مؤكدًا "دعم مصر الثابت لحل الدولتين، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، فضلًا عن المبادرات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وأشار إلى أهمية البدء العاجل في جهود إعادة إعمار قطاع غزة، مؤكدًا "رفض مصر لأي محاولات لفرض حلول أحادية أو تغيير الوضعية الديموغرافية للسكان، ورفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من القطاع".
كما شدد على "التزام مصر بقرار مجلس الأمن رقم 2719، لدعم عمليات حفظ السلام الأفريقية وضمان استدامة جهود حفظ الأمن والاستقرار دون الاعتماد المفرط على المساعدات الخارجية، إضافة إلى تعزيز التعاون في إدارة الأنهار العابرة للحدود بشكل يسهم في التفاهم ويجنب دول المصب أي ضرر"، مؤكدًا أن "الأنهار يجب أن تكون جسرًا للتعاون وليس سببًا للتوتر".
وأضاف الوزير عبد العاطي، في كلمته، أن "إصلاح النظام الدولي يجب أن يقوم على أسس العدالة والتوازن، بما يضمن بناء نظام دولي أكثر استقرارًا وعدلًا قائم على المساواة في السيادة ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول"، مؤكدًا أن "هذه المبادئ تمثل إطار عمل مصر في تعزيز التعاون الدولي والأفريقي".
وانطلقت صباح، اليوم السبت، بالعاصمة المصرية القاهرة أعمال اليوم الثاني من منتدى الشراكة الروسية - الأفريقية، بمشاركة أكثر من 50 دولة.
وتسلط النسخة الثانية الضوء على قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمار، ودعم الاستقرار والسلم والأمن وتحقيق التنمية، وفقا لمراسل "سبوتنيك".
ويعقد المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية – الأفريقية، بمشاركة أكثر من 50 دولة أفريقية وحضور واسع على المستوى الوزاري، إلى جانب عدد من رؤساء المنظمات الإقليمية.
ويأتي المؤتمر استكمالا للزخم الذي أُرسيت دعائمه خلال المؤتمر الوزاري الأول في سوتشي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، إذ تركز النسخة الحالية على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، ودعم السلم والأمن والاستقرار، وتحقيق التنمية المستدامة.
وتم إنشاء شكل جديد للحوار، وهو منتدى الشراكة بين روسيا وأفريقيا، في عام 2019، وقد تضمن قمتين - في سوتشي عام 2019 وفي سانت بطرسبرغ عام 2023 - بالإضافة إلى المؤتمر الوزاري الأول في نوفمبر 2024.