وأوضح الباحثان من المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST) في أمريكا، أن هذا الفارق الزمني، رغم صغره، قد يكون بالغ الأهمية في المهمات الفضائية المستقبلية، التي تتطلب تنسيقًا شديد الدقة بين أنظمة التوقيت على الأرض والقمر والمريخ، وصولًا إلى أجزاء من الثانية.
ويستند هذا الاكتشاف إلى نظرية النسبية العامة للعالم الراحل ألبرت أينشتاين، التي تؤكد أن الزمن يتأثر بقوة الجاذبية، إذ تدق الساعات في البيئات ذات الجاذبية الأضعف أسرع من تلك الواقعة تحت تأثير جاذبية أقوى، وفقًا لموقع "ساينس أليرت" العلمي.
وأشار البحث إلى أن جاذبية المريخ تعادل نحو خُمس جاذبية الأرض، نظرا لأن كتلته تبلغ قرابة عُشر كتلة الأرض، فضلًا عن وقوعه على مسافة أبعد من الشمس، ما يقلل من تأثير جاذبيتها عليه.
وبيّن العالمان أن قياس الزمن على المريخ أكثر تعقيدًا من القمر، بسبب تداخل التأثيرات الجاذبية للشمس والأرض والقمر والمريخ، إضافة إلى مدار المريخ الأكثر انحرافًا، ما يؤدي إلى تقلبات يومية في الفارق الزمني تصل إلى 266 ميكروثانية على مدار السنة المريخية.
كما لفت البحث إلى أن السنة المريخية أطول من نظيرتها الأرضية، إذ تستغرق 687 يوما، في حين يزيد طول اليوم المريخي بنحو 40 دقيقة مقارنة بيوم الأرض.
وأكد الباحثان أن تطوير أنظمة دقيقة وموثوقة لضبط الوقت على المريخ، يمثّل خطوة أساسية لدعم مهام الاستكشاف المستقبلية، بما في ذلك الهبوط البشري، وتوفير قدرات فعّالة للاتصال والملاحة وتحديد المواقع عبر الكواكب.
وختم الباحثان دراستهما بالتأكيد على أن هذا التقدم العلمي يضع أساسًا لبنية تحتية زمنية قابلة للتوسع خارج الأرض، ويمهّد لتحقيق رؤية أوسع للتنقل والاستكشاف عبر النظام الشمسي.