وتسعى مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، عبر مشاريع تخزين كبيرة، مستفيدة من شراكات دولية واستثمارات بمليارات الدولارات خلال 2025.
مصر.. انطلاقة قوية لمشروعات تخزين الكهرباء لتعزيز مرونة الشبكة
شهد قطاع الطاقة في مصر خلال عام 2025، توسعا ملحوظا، مع إطلاق حزمة من المشروعات الهادفة إلى تعزيز دمج الطاقة المتجددة ورفع كفاءة الشبكة الكهربائية.
ففي فبراير/ شباط 2025، وقّعت وزارة الكهرباء المصرية اتفاقا مع شركة "إيميا باور" الإماراتية، لإنشاء محطتي تخزين كهرباء في بنبان والزعفرانة بسعة إجمالية تبلغ 1500 ميغاوات/ساعة، لدعم استقرار الشبكة خلال فترات الذروة، وفقا لبوابة "الأهرام" المصرية.
وفي منتصف العام ذاته، دخل أول مشروع تجاري لتخزين الكهرباء الخدمة في أسوان بسعة 300 ميغاواط/ ساعة، ضمن مشروع متكامل مع محطة "أبيدوس" الشمسية بقدرة 500 ميغاوات، ما أسهم في تعزيز مرونة الشبكة وتقليص الاعتماد على المحطات التقليدية.
كما بحثت وزارة الكهرباء المصرية، في سبتمبر/ أيلول 2025، مع شركة "سكاتك" النرويجية، إنشاء محطة شمسية في نجع حمادي بقدرة 1000 ميغاوات مدعومة بأنظمة تخزين بسعة 200 ميغاوات/ساعة، على أن تدخل الخدمة في عام 2026.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، واصلت الحكومة توسعة خططها بتوقيع اتفاقيات مع تحالف "إنفينيتي – حسن علام" لتنفيذ مشروعين شمسيين ومحطتي تخزين بسعة 720 ميغاواط/ساعة في بنبان وغرب المنيا، ضمن برنامج ربط تدريجي بالشبكة.
وعلى صعيد توطين الصناعة، ناقشت وزارة الكهرباء المصرية في يونيو/ حزيران 2025 مع شركة "سنغرو" الصينية، إنشاء مصنع محلي لإنتاج بطاريات التخزين ومعدات الطاقة الشمسية، في خطوة تستهدف تعزيز التنافسية وتقليل الاعتماد على الواردات.
السعودية.. بناء أكبر منظومة تخزين بطاريات في الشرق الأوسط
مضت السعودية خلال عام 2025، في تشييد واحدة من أكبر منظومات تخزين الكهرباء عالميا، مستفيدة من التوسع المتسارع في مشاريع الطاقة المتجددة، وضمن استراتيجية تستهدف زيادة السعة التخزينية من 8 غيغاواط/ ساعة في 2025، إلى 22 غيغاواط/ ساعة في 2026، وصولًا إلى 48 غيغاواط/ ساعة بحلول 2030، ما يضعها ضمن أكبر 3 أسواق عالمية بعد الصين والولايات المتحدة.
وتعمل المملكة على تطوير أكثر من 10 مواقع لتخزين الطاقة بالبطاريات بسعات تتجاوز 30 غيغاواط/ساعة، جرى ربط 2 غيغاواط/ساعة منها بالفعل بالشبكة الكهربائية.
ويعد مشروع "بيشة"، الذي بدأ تنفيذه في فبراير/ شباط 2025، الأضخم من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، بقدرة 500 ميغاوات وسعة تخزينية تبلغ 2000 ميغاوات/ساعة، اعتمادا على تقنيات شركة "بي واي دي" الصينية.
وفي الشهر ذاته، أبرمت السعودية أكبر عقود عالمية لتوريد بطاريات التخزين مع الشركة نفسها بسعة 12.5 غيغاواط/ساعة، تضاف إلى مشروع بيشة، ليصل إجمالي التعاون إلى 15.1 غيغاواط/ساعة، في خطوة تعزز مكانة المملكة ضمن كبار أسواق التخزين عالميا.
كما دشنت الشركة السعودية للكهرباء، في أبريل/ نيسان 2025، المرحلة الثانية من منظومة التخزين باستثمارات تفوق 6.73 مليار ريال، تشمل 5 مواقع في الرياض والقيصومة والجوف والدوادمي ورابغ، بقدرة إجمالية 500 ميغاواط وسعة 10 غيغاواط/ ساعة، باستخدام بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم عالية الاستجابة.
الإمارات.. دمج الطاقة الشمسية مع أنظمة تخزين ضخمة لدعم الاستدامة
رسّخت الإمارات العربية المتحدة موقعها كلاعب رئيسي في تقنيات تخزين الطاقة خلال عام 2025، مع إطلاق حزمة من المشروعات التي تُعد من الأكبر على مستوى العالم، يتقدمها مشروع "مصدر"، الذي وُضع حجر أساسه في يناير/ كانون الثاني 2025، ويضم محطة شمسية بقدرة 5.2 غيغاواط مدمجة بنظام تخزين بسعة 19 غيغاواط/ ساعة، لتوفير قدرة حمل أساس متجددة تبلغ 1 غيغاواط على مدار الساعة، على أن يبدأ تشغيله في عام 2027.
ومن المتوقع أن يمدّ المشروع نحو 500 ألف منزل بالكهرباء، ويخفض الانبعاثات الكربونية بنحو 5.7 مليون طن سنويا، إضافة إلى توفير 10 آلاف فرصة عمل، مع توظيف أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة لإدارة الطاقة، ما يعزز مكانة الإمارات بين أبرز مطوّري حلول التخزين عالميا.
وفي دبي، واصلت هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) تعزيز مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، بطرح مناقصة المرحلة السابعة، في نوفمبر 2025، لتطوير قدرة شمسية تصل إلى 2000 ميغاواط، مدعومة بنظام تخزين بقدرة 1400 ميغاواط لمدة 6 ساعات وبسعة إجمالية 8400 ميغاواط/ساعة، ليغدو أحد أكبر المشروعات الشمسية المدمجة بأنظمة التخزين على مستوى العالم، وفقا لموقع "ديوا".