وأوضحت "قسد"، عبر بيان صادرعن مركزها الإعلامي، أن "مسؤولية التحقيق في ما يجري تقع على عاتق الفصائل المنقسمة التابعة لحكومة دمشق"، متهمة إياها بـ"افتعال الأزمات منذ نحو أربعة أشهر من خلال فرض حصار على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، إلى جانب تكرار الاستفزازات والاعتداءات على المدنيين تحت أنظار أجهزة الحكومة، وذلك رغم سريان الاتفاق المبرم في الأول من نيسان".
وأضافت "قسد" أن "القصف الذي يستهدف الأحياء السكنية حاليا هو نتيجة مباشرة لتحركات تلك الفصائل، لا سيما في غرب وشمال حلب، حيث تُطلق الصواريخ من مواقع عسكرية تابعة لها وبمسارات واضحة باتجاه أحياء المدينة، في محاولة لزعزعة الأمن وإثارة الفتنة".
وأكدت "قسد" أن التصعيد بلغ مستويات خطيرة مع قيام تلك الفصائل بجلب دبابات ومدافع لقصف أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، محذرة من أن هذا التصعيد يشكل تهديدا مباشرا لحياة المدنيين واستقرار المنطقة.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر سورية محلية لوكالة "سبوتنيك" بارتفاع وتيرة الاشتباكات بين قوات "الأسايش" والقوات الحكومية السورية على محاور حيي الشيخ مقصود والأشرفية والليرمون داخل مدينة حلب شمال سوريا، مصحوبة بسماع أصوات انفجارات ضخمة ناجمة عن سقوط قذائف صاروخية على عدة محاور.
وأكدت المصادر أن وزارة الدفاع السورية أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الأسايش في الأشرفية والشيخ مقصود والليرمون، في خطوة تأتي وسط تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة.
وارتفعت حصيلة الإصابات الناجمة عن الاشتباكات إلى 11 شخصاً، بينهم طفلة، حسب التقارير الميدانية، وفي الوقت ذاته، شهدت الأحياء القريبة من مناطق الاشتباكات حركة نزوح كبيرة للمدنيين هرباً من القصف والرصاص.
كما سُجلت أضرار مادية جسيمة في ممتلكات المدنيين، شملت منازل ومحال تجارية في مناطق الاشتباكات ومحيطها.
واندلعت اشتباكات عنيفة، اليوم الاثنين، بين قوى الأمن الداخلي الكردية "الأسايش"، والقوات الحكومية السورية، في مناطق شمال مدينة حلب، خاصة قرب حي الأشرفية ودواري شيحان والليرمون.
وأفادت مصادر سورية محلية لـ"سبوتنيك"، بسماع أصوات قذائف هاون وصاروخية في الجهة الغربية من المدينة، مع انقطاع طريق حلب - غازي عنتاب (تركيا) من جهة الليرمون وشيحان جراء الاشتباكات الشديدة، كما وصل عدد من الإصابات، بينها مدنيون أصيبوا بشظايا، إلى مستشفى الرازي في المدينة.
ووقع الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، في 10 آذار/مارس الماضي، اتفاقًا يقضي باندماج "قسد" ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.
ودعت الحكومة السورية المؤقتة قوات "قسد" للانخراط الجاد في تنفيذ اتفاق 10 آذار/مارس، فضلا عن حث الوسطاء الدوليين على نقل جميع المفاوضات إلى دمشق باعتبارها العنوان الشرعي والوطني للحوار بين السوريين.
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، أعلنت بعد اندلاع الأزمة السورية عام 2011، عن إنشاء إدارة ذاتية خاصة بها في المناطق الخاضعة لسيطرتها في محافظات حلب والحسكة والرقة ودير الزور.