وارتفع الذهب بنسبة وصلت إلى 1.9% متجاوزًا الرقم القياسي السابق البالغ 4,381 دولارًا للأونصة والمسجل في أكتوبر/تشرين الأول، وتتداول العقود الآجلة للذهب حاليًا بالقرب من مستوى 4,500 دولار.
في حين صعدت الفضة بما يصل إلى 3.4% مقتربة من مستوى 70 دولارًا للأونصة. ويمثل هذا التحرك امتدادًا لموجة صعود قوية وضعت المعدنين على مسار تسجيل أقوى أداء سنوي لهما منذ عام 1979.
وجاءت أحدث موجة صعود في وقت يراهن فيه المتداولون على أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة مرتين في عام 2026، في ظل دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضًا إلى سياسة نقدية أكثر تيسيرًا. وعادة ما تشكل أسعار الفائدة المنخفضة عامل دعم للمعادن النفيسة التي لا تدر عائدًا.
كما عزز تصاعد التوترات الجيوسياسية جاذبية الذهب والفضة كملاذين آمنين، فقد كثفت الولايات المتحدة حصارها النفطي على فنزويلا، ما زاد الضغوط على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
وارتفع الذهب بنحو 70% منذ بداية العام، مدعومًا بزيادة مشتريات البنوك المركزية وتدفقات الاستثمارات إلى الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب. كما أسهمت تحركات ترامب الحادة لإعادة تشكيل التجارة العالمية، إضافة إلى تهديداته لاستقلالية البنك المركزي الأمريكي، في تأجيج موجة الصعود القوية في وقت سابق من العام.
كما سجلت معادن نفيسة أخرى مكاسب قوية، إذ قفز البلاديوم بما يصل إلى 5.1% ليبلغ أعلى مستوى له في نحو ثلاث سنوات. وارتفع البلاتين للجلسة الثامنة على التوالي وتداول فوق مستوى 2,000 دولار للمرة الأولى منذ عام 2008.
وعاد الذهب سريعًا للصعود بعد تراجعه من ذروته في أكتوبر، حين اعتُبرت موجة الارتفاع مزدحمة ومفرطة، وهو الآن في وضع يسمح له بتمديد هذه المكاسب إلى العام المقبل.
وتتوقع "غولدمان ساكس" من بين عدة بنوك استمرار ارتفاع الأسعار في عام 2026، مقدّرة في سيناريوها الأساسي وصول الذهب إلى 4,900 دولار للأونصة، مع مخاطر تميل إلى مزيد من الارتفاع.