وأكدت الوزارة، في بيان لها، أن "مجلس الأمن شدد على أن التصعيد، بما في ذلك التطورات الأخيرة، لا يخدم مصلحة اليمن"، داعيًا إلى التهدئة وخفض التصعيد، ومجددًا التزامه بدعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية شاملة، إضافة إلى التأكيد على وحدة اليمن وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه.
وأشادت وزارة الخارجية بتجديد مجلس الأمن التزامه بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، ودعوته إلى تعزيز المسار السياسي بما يسهم في تحقيق سلام شامل ينهي معاناة الشعب اليمني.
كما ثمنت إدانة مجلس الأمن الشديدة لاستمرار احتجاز جماعة الحوثي لموظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية، مطالبة بممارسة مزيد من الضغوط للإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، ومؤكدة أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
وجددت الخارجية اليمنية تأكيدها على حرص الحكومة اليمنية على التعاون الإيجابي مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ودعم جميع الجهود الهادفة إلى إنهاء الأزمة وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.
يأتي ذلك عقب إعلان وزارات وهيئات حكومية خاضعة لإدارة المجلس الانتقالي تأييدها العلني لخطوات فُرضت بالقوة، ما أثار جدلا واسعا بشأن تجاوز الصلاحيات وانعكاس ذلك على وحدة القرار الحكومي وتماسك مؤسسات الدولة.
وفي هذا الإطار، وجّه رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، بتحصين مؤسسات الدولة إداريا، وضبط المخاطبات الرسمية، ومنع تسييس الوزارات والمؤسسات السيادية والخدمية، مع اتخاذ مسار قانوني واضح ضد أي تجاوزات تمس وحدة القرار أو تضر بالمركز القانوني للدولة.
تأتي تصريحات العليمي عقب صدور بيانات من وزراء ونواب وزراء محسوبين على المجلس الانتقالي الجنوبي في الحكومة اليمنية، أعلنت دعمها لتحركاته للسيطرة على مناطق شرقي البلاد، وخطواته الرامية إلى إعلان دولة في جنوب اليمن كما كانت قبل وحدة عام 1990.
وفي 4 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، غادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، إلى السعودية احتجاجا على سيطرة المجلس الانتقالي على محافظتي حضرموت والمهرة، عقب هجوم على الجيش اليمني أسفر عن مقتل وإصابة 77 من أفراده.
وبسط المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرته على حضرموت والمهرة، لترتفع المناطق الخاضعة لنفوذه إلى ست محافظات، إضافة إلى العاصمة المؤقتة عدن.
ويطالب المجلس بإحياء دولة جنوب اليمن السابقة، مبررا ذلك بما يعتبره ظلماً لأبناء المحافظات الجنوبية عقب حرب صيف 1994.
ويشهد اليمن منذ أكثر من 10 سنوات صراعا داميا بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة "أنصار الله" اليمنية، أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وسط سيطرة "أنصار الله" على معظم محافظات الشمال منذ 2014، وتدخل تحالف عربي بقيادة السعودية منذ 2015.