تتميز متلازمة الثلج البصري بظهور نقاط متذبذبة باستمرار، تشبه تشويش التلفاز، في كامل مجال الرؤية، حتى في الظلام الدامس.
وينشأ هذا الاضطراب العصبي النادر من فرط استثارة القشرة البصرية، حيث تُطلق الخلايا العصبية إشارات بشكل مفرط، ما يُغرق الإدراك بالتشويش، وغالبا ما يعاني المرضى من أعراضٍ مصاحبة مثل الصداع النصفي، ورهاب الضوء، وظهور صور لاحقة مستمرة، وآثار بصرية بعد الحركة، ما يجعل المهام الروتينية مُرهقة بصريا ومُربكة، وعلى الرغم من تزايد الوعي بهذه المتلازمة، إلا أن تشخيصها يتأخر نظرا لطبيعتها المُعقدة، حسب ماورد في صحيفة "ساينس أليرت".
وأوضح الباحثون أن الدماغ السليم يصدر "تخمينات" سريعة وبسيطة للأشكال، تُحسّنها حلقات التغذية الراجعة العليا، بينما تُعطل ظاهرة "الثلج البصري" هذه العملية من خلال فرط نشاط القشرة الدماغية، ما يُضخم النتائج الخاطئة المبكرة مثل الوجوه الوهمية، ويزيد الصداع النصفي من حدة هذه الظاهرة من خلال مسارات عصبية شديدة الحساسية للوميض والضوء والتباين، ما قد يُتيح تشخيصا قائما على ظاهرة "الباريدوليا" للمرضى الذين يصعب تقييمهم، مثل الأطفال.
ويشير الباحثون إلى أن ظاهرة "باريدوليا الوجوه" تطورت عبر الزمن كآلية للبقاء، حيث أعطت الأولوية لاكتشاف الوجوه بسرعة لدى الرئيسيات الاجتماعية، فالإنذار الكاذب أفضل من تفويت تجنب التهديد.
لكن في ظاهرة "الثلج البصري"، يتفاقم هذا التحيز بشكلٍ مفرط، مُشكلا أنماطا من الضوضاء، كاشفا عن الإدراك كعملية بناء نشطة للدماغ، وليس مجرد انعكاس سلبي للواقع.