وبمجرد إعلانه أن أندرياس لوبيتس، البالغ من العمر 28 عاما، الألماني الجنسية، مساعد الطيار لطائرة "جيرمان وينغز" الألمانية المنكوبة أبدى على الأرجح "رغبة في تدمير" الطائرة، عجت المواقع الإلكترونية والتقارير الصحفية بإمارات الأسى والحزن والدهشة والرغبة في التعرف على أسرار ما حدث في قمرة الطائرة في اللحظات الأخيرة قبل سقوط الطائرة الألمانية وارتطامها بأحد الجبال، فضلا عن محاولة التعرف على الملامح الشخصية والأسرار الخفية التي دفعت هذا الشاب المرح إلى مثل هذا السلوك الانتحاري.
ونبه المدعي الفرنسي المعني بالتحقيقات إلى أن المساعد كان يتولى وحده "قيادة الطائرة" داخل القمرة لحظة الحادث، مشددا على أن المساعد "ليس له ملف إرهابي".
من جهته، أعرب رئيس شركة "لوفتهانزا"، الشركة الأم، المالكة لـ "جيرمان وينغز"، كارستن شبور، عن "ذهوله" هو والعاملين في "لوفتهانزا" و"جيرمان وينغز"، وقال في مؤتمر صحفي في كولونيا، إنه ليس هناك أي مؤشر إلى الأسباب التي ربما تكون دفعت مساعد الطيار للارتطام بالجبل.
عاشق الطيران
مساعد الطيار أندرياس لوبيتس ينحدر من مدينة "مونتاباور" في وسط غرب ألمانيا، وتتبع ولاية راينلاند- بفالتس. وحسب موقع "عشرون دقيقة" السويسري، فإنه كان خلال الرحلة مساعدا للطيار باتريك س، الذي نقلت صحيفة "بيلد" عن أحد زملائه في حديث مع "راديو أوروبا 1" أن باتريك س كان طيارا لديه خبرة هائلة، وأحد أفضل الطيارين، إضافة إلى أنه كان شخصا جيدا ومرحا.
وتفيد المعلومات الأولية التي نشرها موقع "دويتشه فيله" الألماني أن أندرياس لوبيتس كان عاشقا للطيران، وبقي لسنوات طويلة عضوا في إحدى جمعيات الطيران اسمها "إل سي إس فيسترفالد".
وفي شبابه المبكر بدأ تعلم التحليق بالطائرات الشراعية. وحصل على شهادة الثانوية الألمانية عام 2007، ثم واصل حلمه إلى أن أصبح طيارا لـ"إيرباص" من طراز "A — 320" ، حُلم، دفع الآن ثمنه غاليا، وكلفه حياته"، حسب ما كتب زملاؤه على صفحة جمعية الطيران في الإنترنت.
وقال أحد أعضاء جمعية الطيران، بيتر روك، لوكالة "رويترز" للأنباء ، إن أندرياس كان شابا لطيفا، ومرحا وأحيانا هادئا لحد ما. وأضاف: "كان محبوبا ومندمجا في الجمعية بشكل جيد، حيث كان يشعر فيها دائما بالمتعة".
وأضاف روك العضو بالجمعية منذ سنوات طويلة: "أندرياس كان له أصدقاء ولم يكن وحيدا، ولا أعتقد أنه تعمد إسقاط الطائرة." وتابع قائلا: "أنا مذهول ولا أجد تفسيرا لما حدث."
أما رئيس جمعية الطيران، كلاوس رادكه، فقال إن أندرياس كان شابا طبيعيا وحضر العام الماضي للجمعية من أجل تجديد رخصة طيرانه، وأضاف: "لقد كان شابا لطيفا."
سر الانقطاع الدراسي
في عام 2013 تمت إضافة أندرياس لوبيتس إلى بنك المعلومات لدى إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) ، التابعة لوزارة النقل الأمريكية. وتظهر الصفحة الشخصية لأندرياس لوبيتس في موقع "فيسبوك" أن له عشقا خاصا لطائرات "إيرباص" من طراز "A — 320". وكان متابعا لصفحة يناقش فيها طيارون من أصحاب الخبرة سيناريوهات مختلفة ومعلومات تقنية ومسائل إجرائية.
وأفادت متحدثة باسم شركة "لوفتهانزا" أن أندرياس لوبيتس يعمل لدى الشركة منذ سبتمبر/ أيلول 2013، وأنه قام بـ 630 ساعة طيران، وكان قبلها يعمل في مدرسة المرور الجوي لدى "لوفتهانزا"، وتم إعداده ليصبح طيارا في مدينة بريمن.
بينما قال رئيس "لوفتهانزا" إن أندرياس لوبيتس بدأ دراسته للطيران عام 2008، ثم قطعها لأشهر عدة قبل أن يعود مجددا لإكمال دراسته، ولم يوضح كارستن شبور أسباب قطع أندرياس لدراسته. وتبقى هناك الكثير من الأسرار التي تحيط بملابسات حادث الطائرة الألمانية، إلى جانب علامات استفهام عدة تتعلق بشخصية الطيار الألماني الشاب لوبيتس، وأسرار تحوله من عشق الحياة إلى الرغبة في التخلص منها.