القاهرة — عمرو عمران — سبوتنيك
يرى رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمنية الدكتور سمير غطاس، أن "نقل الأموال والممتلكات الخاصة بجماعة الإخوان لتكون تحت إشراف الدولة وصرفها بما تراه مناسباً، نابع في الأساس من أن هذه الاموال تم جبايتها أصلا بطرق غير مشروعة، وقد رفضت جماعة الإخوان المسلمين، طوال الوقت، الإفصاح عن مصادر تمويلها، وهي في الأغلب مصادر مشبوهة من الخارج، وليست نتاج عملية إنتاج داخلية. إلى جانب ذلك، فإن أمرا قضائيا صدر بحق هذه الجماعة، يعتبرها جماعة إرهابية، وهذا الأمر قد يكون من أجل أن لا تصرف عائدات هذه المؤسسات على الإرهاب، أي من أجل تجفيف منابع الإرهاب، وهذا الأمر شديد الأهمية في مكافحة الإرهاب".
وتابع: "أنا لا أعتقد أن "حماس" سوف تتأثر بهذا الإجراء، حيث أن لديها مصادر أخرى للتمويل، خاصة من قطر وغيرها، بجانب جباية أموال من تشغيل أنفاق التهريب، التي أغلقت الآن"، بعد الإجراءات المصرية في المنطقة الحدودية.
ويضيف غطاس: "حماس أصدرت قراراً غير شرعي بفرض ضريبة سمتها ضريبة التكافل، الأمر الذي ترفضه الغالبية العظمى من مواطني غزة، وهناك معركة سياسية كبيرة حول حق "حماس" في فرض هذا الإجراء الذي يثقل على المواطنين الذين هم بحاجة أصلا إلى من يعيلهم. لكن "حماس" لديها مصادر تمويل مختلفة، ففي غزة يوجد أكثر من 800 مليونير من حماس والدوائر القريبة من الحركة، كل هذا حصلت عليه من مصادرها أو من عمليات التهريب، التي تدفقت عبر الأنفاق".
وأوضح غطاس أن استراتيجية الإخوان الأن "تعتمد على التحالف مع الجماعات الإرهابية في مصر، والجماعة نفسها تقيم عدة جماعات بأسماء مختلفة تشترك في استراتيجية واحدة".
وعدّد الخبير المصري جماعات ترتبط، حسب اعتقاده، ارتباطاً عضوياً بتنظيم الإخوان في مصر، مثل "أجناد مصر"، ومجموعات أخرى، "والتي يتخصص كل منها في جانب من الإرهاب، لتعطيل العملية الإنتاجية، كتفجير أبراج التيار الكهربائي، وإشعال الحرائق، وما شابه".
وقال، "أعتقد أن جماعة الإخوان، لديها استراتيجية في الخارج أيضاً، وهي محاولة تشوية مصر والنيل من قرارتها. هناك تحرك واسع على الصعيد الدولي والسياسي، محمولاً على التمويلات القطرية الواسعة، واستخدام صحف عديدة لذلك، وسبق لهم أن زاروا البيت الأبيض (الأمريكي) بشكل رسمي، مما يدل على أنهم يعتمدون بشكل أساسي على حلفائهم المتمثلين في أمريكا وبريطانيا، وعلى التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الذي يبذل مجهودا كبيرا في الخارج لتشويه صورة النظام والنيل من شرعيته".
أما "حماس"، فيرى غطاس، أن "لديها استراتيجية مختلفة تماماً، في إطار مشروع الجماعة، وهو إقامة إمارة إخوانية في قطاع غزة، وهذا الأمر يدخل حيز التنفيذ الآن".
وساق الخبير المصري أمثلة على "تعاون" حماس مع وسطاء دوليين "للتفاوض" مع إسرائيل حول التوصل "لهدنة طويلة الأمد، قد تمتد لـ 15 عاماً"، حيث كان من المقرر، اليوم الخميس، زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، إلى قطاع غزة، "في إطار جهود متعددة للوساطة بين حماس وإسرائيل، واعترفت قيادات حماس بهذه الوساطة، والتي هي خاصة بمشروع يقضي بالتوصل لهدنة لمدة 15 عاماً، مقابل تشغيل خط ملاحي بحري من قبرص إلى قطاع غزة، ورفع تدريجي للحصار الاقتصادي، وتشغيل المطار مستقبلا".
وحول خطط جماعة الإخوان في فتح مقرات جديدة في بلاد أخرى، أوضح غطاس أنه "جرت محاولة لفتح مقر في النمسا، تحسباً للتضييق عليهم في أي مكان آخر".
وأضاف، "هذا تنظيم دولي لديه امبراطورية مالية كبيرة، ويسعون في كل وقت إلى التمدد، هم لم يستطيعوا فتح مقر في جنوب أفريقيا، بعد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فحاولوا في النمسا، وفتحوا مقرا بالفعل هناك، ويحاولون في أماكن أخرى، فلهذا التنظيم فروع في 62 دولة حول العالم، وتساعده أجهزة مخابرات دولية".
وبخصوص موضوع "المرشد"، ومن يكون اليوم صاحب القرار الحقيقي "لجماعة الاخوان"، ودور النائب المختفي محمود عزت، اعتبر غطاس أن "هناك اعتقاد كبير أن يكون المرشد الحقيقي لهذه الجماعة هو محمود عزت، ولكن في تقديري الخاص، فإن محمود عزت متفرغ لمسألة العنف، أي رعاية الإرهاب داخل وخارج مصر، فهو متخصص في هذا الشأن".
وبيّن أنه كانت هناك محاولات من بعض المرشدين لجماعة الإخوان المسلمين في بعض الدول، لتعيين "مرشد بديل"، أو "احتياطي" لهم، لكن "المجموعة المصرية، المسيطرة تاريخياً على جماعة الإخوان المسلمين، ترفض هذه المسألة، حتى لا يمس بالمرشد العام الموجود الآن، والذي يواجه حكماً بالاعدام في أكثر من قضية".
وبحسب غطاس، فإن محمود عزت موجود خارج مصر، وليس معروفا، بعد، مكان إقامته، "وأنا أعتقد أن أجهزة مخابرات دولية تحمي حركته، وتفرض ستار على مكان تواجده".