بقلم: أحمد البنك
وتمكن التنظيم، الذي صنفته العديد من الدول العربية، ومنها مصر وسوريا والإمارات العربية المتحدة، ضمن قائمة "الكيانات الإرهابية"، من نشر فكره "المتعفن"، الذي يحمل قدراً كبيراً من الحقد والكراهية والعنف في ربوع المنطقة العربية.
وتسبب في دخول الأنظمة العربية في حرب مستعرة مع العديد من التنظيمات التي تحمل أيديولوجيات مشابهة، ما دفع المنطقة إلي مستنقع للصراع المسلح والحروب الأهلية، والتي لا نرى نهاية لها إلى الآن.
وكان للمال الخليجي الضخم دوراً كبيراً في مؤزارة "تنظيم الإخوان" ودعمه في المنطقة العربية، في مواجه ما سمي "الحرب الشيعية"، التى تقودها الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أرض الدول العربية والإسلامية، وهو ما دفع مسئولين سعوديين ومواطنين ميسورين لضخ أموال باهظة في حسابات بنكية ومؤسسات خيرية تابعة للتنظيم، ظناً منهم أنها جماعة معتدلة تحمل فكراً إسلامياً وسطياً.
ومع مرور الوقت، واندلاع "الحراك الشعبي" في الدول العربية، عمد "تنظيم الإخوان" على محاولة السيطرة علي مفاصل ومؤسسات الدول، عبر الاستفراد بالحكم وإقصاء الأخرين، أو عبر استخام السلاح أحياناً، كما ما يحدث الآن في ليبيا واليمن و سوريا، التى تم استنزاف قدرات أبناءها وتدمير بنيتها التحتية.
ويتضح من خلال المتابعة الدقيقة للسياسة الخارجية مدي التناقض في سياسة دول الخليج، وتحديدا السعودية، التي وقفت ضد تمدد الإخوان المسلمين في مصر، فهم الذين لجئوا للعنف في بلادهم وقاموا بالتطاول علي دول الخليج نفسها، ما أقلق تلك الدول من سعي التنظيم للسيطرة علي مقدرات وثروات تلك الدول.
وعلى الرغم من تآمر تنظيم "الإخوان المسلمين" علي دول الخليج وعلى وجهة الخصوص السعودية والإمارات، إلا أن أشخاص ومسئولين من تلك الدول لا يزالون ينفقون ملايين الدولارات لدعم فرع التنظيم وحركات تحمل نفس الفكر الإيديولوجي لإسقاط الدولة السورية.
وبرأي هذا ما يكشف عن مدي ضيق الأفق لدي المسئولين في دول الخليج، العاملين بكل قوة علي إسقاط الرئيس بشار الأسد "لخصومات شخصية"، على حساب دماء أبناء وطن تم تشريدهم واستباحة دمائهم وأعراضهم.
أسئلة كثيرة تحتاج الإجابة عليها من قبل من يدعمون الإخوان من دول الخليج، فكيف لكم أن تساعدوا في اسقاط نظام الإخوان في مصر، وفي ذات الوقت تدعمون إخوان سوريا، الذين تحولوا عبدة للدولار والسلطة ؟ هل حقا هذا ما تسعون له؟ وهل تحرير الشعوب يكون باستباحة دماء الأبرياء؟