دمشق- سبوتنيك
توافدت الحشود وشرعت في الاصطفاف والانتظام والتدافع أحيانا والحركة انطلاقاً من ساحة الجامع الأموي، لتتجلى بين الجموع والحشود مشاهد الإصرار على الحضور رغم معوقات وتحدّيات يبدو بعضها صحياً، وبينما كانت أيادي الأطفال والنساء تلوح بالإعلام السورية والإيرانية وأعلام المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتردد الأغاني الوطنية، كانت أيادي الرجال تحمل البنادق الذين لم يفقدوا أمل العودة إلى وطنهم فلسطين رغم الظروف القاسية والاقتتال العربي العربي.
ورغم عشرات القرارات التي أصدرها مجلس الأمن الدولي وبقية المؤسسات التابعة للمنظمة الدولية الداعية للحفاظ على القدس، فإن الممارسات والانتهاكات اليومية، التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مرأى من العالم ومسمعه، في تحد سافر للمجتمع الدولي وقيمه الإنسانية.
إعادة الاعتبار
ويطالب عبدالمجيد جميع المواطنين داخل فلسطين بممارسة دورهم لتجديد العهد، معتبراً أن "زج المخيمات في الأحداث الجارية تهدف إلى إلغاء حق العودة، إضافة إلى استعمال المخيم كمنصة لتنفيذ الاعتداءات الإرهابية على العاصمة السورية، علماً أن فصائل المقاومة الفلسطينية تصدت لهذا المشروع وتقاتل تنظيم "داعش" في مخيم اليرموك".
صرخة مدوية
من جهته، أوضح أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، أحمد جبريل، أن "يوم القدس هو صرخة حق أطلقها الإمام الخميني داعياً الإسلام أن يصحو، وألا يكون لعبة بيد القوى الأجنبية والرجعية العربية، فمنذ 35 عاماً في 1979 أسس الإمام الخميني ليوم القدس العالمي، ليقف المسلمون والعرب ويجيبوا عن السؤال: ماذا فعلنا من أجل فلسطين والقدس؟!".
وأكد جبريل أن "الصرخة التي أطلقت قبل 35 عاماً مازالت تعلو في كل مكان وفي قلوب جميع الناس"، مشيراً إلى أن الانتهاكات والممارسات التي تحصل حالياً تهدف لإعادة الناس إلى الجاهلية ولجعل المنطقة العربية تعيش الفوضى والاقتتال تحقيقاً لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، حيث استهدفوا سورية التي تعتبر القاعدة المركزية للأمة العربية والمقاومة الفلسطينية، التي دافعت منذ الاستقلال عن أرض فلسطين".
وأضاف أمين عام الجبهة قائلاً "لقد استطاعت القوى الاستعمارية أن تستدرج بعد اجتياح 1982 قيادات منظمة التحرير الفلسطينية إلى اتفاق أوسلو بهدف إلغاء ميثاق منظمة التحرير، وليعترفوا بأن 80% من أرض فلسطين هي ملك للاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن جميع الفلسطينيين والعرب لم ولن يفرطوا في حبة تراب من أرض فلسطين".
مخططات إمبريالية
وأكد أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور، وائل الإمام، أن "إحياء يوم القدس يستهدف تذكير جميع العرب بالأراضي المحتلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وان محور المقاومة تشكل لإيقاف هذه الاعتداءات والانتهاكات التي تمارس على الأراضي العربية من تخريب وضرب للبنى التحتية".
وأكد وفد من مشايخ عقل طائفة الموحدين من جبل العرب لـ"سبوتنيك" "أن الثورة الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب، وأن التجمع الذي شهدته دمشق بمناسبة إحياء الذكرى دليل على أصالة الشعب السوري"، آملين أن يتعاون الشعب العربي ضد المخططات الإمبريالية التي تستهدف جميع العرب.
صمود ومقاومة
أما الشيخ عبدالسلام الحراش قال لـ"سبوتنيك": إن الإمام الخميني أراد من يوم القدس تنشيط ذاكرة العرب والمسلمين للتذكير بأن القدس ترزح تحت نيران الاحتلال الصهيوني، وفي الوقت الذي كان بعض العرب يتسارع إلى رفع العلم الإسرائيلي كان العلم الفلسطيني يرفع على سارية السفارة الإسرائيلية السابقة في طهران، مبيناً أن صمود الشعب السوري إلى جانب جيشه وقائده سيعيد الأمل بالعودة إلى القدس التي ستبدأ من دمشق".
وأشار ممثل الإمام الخامنئي في سورية إلى أن "يوم القدس العالمي يعتبر انطلاقة حقيقية لحركة شعبية جامعة لجميع أحرار العالم لتحرير أرض فلسطين ".
واعتبر وفد "منظمة الحرس القومي العربي" أن يوم القدس العالمي الذي يصادف يوم الجمعة الأخير شهر رمضان المبارك، يعد تكريماً لأرواح الشهداء وإصراراً على المقاومة" ، داعياً العرب أن يقفوا في وجه الأزمة التي تهدد جميع العرب، مؤكدين "أنهم يقاتلون تنظيمي "داعش" و"النصرة" والمجموعات الإرهابية داخل المخيمات وخارجها وعلى جميع الأراضي السورية".
حق العودة
وأكدت المواطنة الفلسطينية، هزار برهوم، أن مشاركتها في إحياء "يوم القدس العالمي" يأتي "لتذكير العدو أن جميع الفلسطينيين في الشتات لم ولن ينسوا مدنهم وقراهم، وأنهم أكثر إصراراً على التمسك والتلاحم والالتزام بحق العودة".
وعبر الطفلان ساري وميساء تميم، من محافظة صفد، عن أملهما بأن يعودا مع جميع الفلسطينيين في الشتات إلى بلداتهم وقراهم.
وشارك في إحياء الذكرى التي أقيمت أمام الجامع الأموي بدمشق المنظمات الأهلية السورية والفصائل الفلسطينية وجمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية والفعاليات الحزبية والأهلية والدينية.