الرئيس المصري أعاد توجيه السياسة الخارجية المصرية، بمزيد من التقارب وتعزيز التعاون في كافة المجالات مع روسيا، التي دعمت إرادة الشعب المصري في 30 يونيو، فاستعادت العلاقات بين الشعبين ذاكرة التاريخ وبدأت قيادات البلدين العمل على مزيد من التقارب الاستراتيجي، وتطوير علاقات التعاون المشترك سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وعسكرياً.
تدرك موسكو والقاهرة حجم التحديدات، التي تواجه مصالح البلدين، والمجتمع الدولي بأكمله، وهناك توافق على طبيعة هذه التحديات وسبل تحقيق مصالح الشعبين الصديقين، من خلال التعاون البناء، بما يسهم في إقامة السلام الشامل والعادل والمتوازن، الذى يدعم توفير الأمن في منطقة الشرق الأوسط، ويعيد التوازن إلى العلاقات الدولية.
تكتسب الانطلاقة الجديدة للعلاقات بين البلدين شكلاً جديداً يبتعد كثيراً عن الطابع الإيديولوجي، ويقوم على تحقيق المصالح المشتركة، من خلال ما تتميز به مصر من دور مؤثر في قضايا المجتمع الدولية، العربية، الإسلامية والأفريقية، وما تتمتع به روسيا كأحد الركائز الأساسية في سياستها الخارجية، التي تقوم على أساس احترام سيادة الدول، وحق الشعوب في تقرير المصير، وتسوية الخلافات والنزاعات في إطار الأمم المتحدة، والالتزام بما جاء في ميثاق المنظمة الدولية.
يثير التقارب المصري الروسي قلقاً لدى الغرب ـ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ـ خاصة وأن هذه العلاقات تتطور في مجالات مختلفة: البنية التحتية والاقتصاد والاستثمار والتجارة والتصنيع والتعاون الأمني والعسكري، وتفاهم مشترك في اتجاه تصحيح مسار العلاقات الإقليمية والدولية، وإعادة التوزان للقوى على الساحة الدولية.
وفي هذا الإطار قال السفير المصري السابق لدى روسيا، رضا شحاته، في حديث لـ "سبوتنيك"، إن الحوار بين البلدين لا بد أن يطرح الأوضاع الجديدة في العالم العربي، وأن القضايا الإقليمية شديدة الحساسية والدقة وتحتاج إلى تبادل الرأي والخبرات بين مصر وروسيا، مشدداً على وجود قواسم مشتركة بين البلدين، مما يساعد على الخروج بصيغة جديدة والتوصل إلى حلول تعمق الأمن الاستراتيجي لهذه المنطقة.
هناك توافق في الرؤى بين البلدين حول سبل الخروج من الوضع المتردي في منطقة الشرق الأوسط، ومواجهة الإرهاب والتطرف، وخلق عالم متعدد الأقطاب، في ضوء ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي الداعية لاحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، إلى جانب العمل على العناصر المشتركة العديدة في مواقف البلدين تجاه هذه القضايا، فضلاً عن تطوير العلاقات الثنائية، بما يعزز من وزن ومكانة البلدين إقليميا ً ودولياً.