أوضحت أستاذة العلاقات السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، في حديث لـ "سبوتنيك"، أن تطور موقف الغرب من الاتفاق النووي الإيراني بدأ منذ قيام الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات عام 2014، تسهيلاً للمفاوضات، بما يعكس تغيرا نوعيا في موقف الغرب تجاه البرنامج النووي الإيراني.
وأشارت إلى أن هناك عوامل كثيرة تقف خلف التغير النوعي لموقف الغرب تجاه إيران، موضحةً أن أحد العوامل المهمة في تغير الموقف من النووي الإيراني، هو بحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن نجاحات في الخارج، وسعي إدارته إلى الترويج وكأنه نجح في تهدئة بعض الملفات المزمنة في السياسة الخارجية الأمريكية، كملف العلاقات مع كوبا وإيران، مشيرةً إلى أنه وفي إطار الاستعداد للانتخابات الرئاسية، يشهد الداخل الأمريكي حالياً الترويج بأن عودة العلاقات مع كوبا هو نجاح لسياسة أوباما، إلى جانب محاولات الاستفادة مما تحقق بالاتفاق مع إيران حول برنامجها.
وأضافت أن الموقف من إيران مرتبط بتطورات الأزمة في أوكرانيا ورغبة الاتحاد الأوروبي في تنويع مصادر الطاقة، وأن رفع العقوبات من شأنه المساهمة في خلق مصدر جديد للطاقة إلى أوروبا.
وفيما يتعلق بتأثير ذلك على علاقات واشنطن مع دول الخليج العربية، اعتبرت أستاذة العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، أن العلاقات الأمريكية الخليجية تمر بمرحلة صعبة جداً، بسبب مخاوف وشكوك دول الخليج من الاتفاق النووي الإيراني، مشيرةً إلى أن زيارة ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز إلى الولايات المتحدة ولقاء الرئيس الأمريكي بعد رفضه حضور قمة كامب ديفيد، لم تنجح في تبديد مخاوف دول الخليج، وإن كانت قد تشهد هدوءا نسبياً.
وترى أن دول الخليج تعمل على إعادة النظر في تحالفاتها، مشيرةً إلى الحراك الديبلوماسي العربي خاصة من جانب السعودية والإمارات تجاه روسيا، يأتي في محاولة خلق قدر من التوازن في علاقاتها بالقوى الكبرى المختلفة.
وأكدت أن العلاقات الخليجية الأمريكية تشهد مرحلة جديدة، وأن التحالفات وتوازنات القوى في المنطقة يتم تشكيلها من جديد.